مشروعات الحوثي الوهمية.. مليشيات تتقن الكذب الفاقع
"اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يُصدِّقك الناس".. هذا القول الشهير تُطبقه المليشيات الحوثية بشكل متواصل، حتى أيقنت صناعة الكذب لاستغلال ذلك في حربها العبثية.
أحدث الأكاذيب الحوثية تمثّلت فيما كشفه مصدر مطلع في "اتصالات صنعاء" قائلًا إنَّ المشروعات التي أعلنت عنها المليشيات في الحديدة هي مجرد وهم، مبينًا أنَّ هذه المشرواعت قائمة وموجودة بالفعل على أرض الواقع منذ سنوات.
وكانت وسائل إعلام حوثية قد روَّجت لقيام نائب رئيس الوزراء في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" حسين مقبولي بافتتاح مشروعات اتصالات وإنترنت في محافظة الحديدة بتكلفة أربعة مليارات ونصف ريال.
وأوضح المصدر أنَّ مليشيا الحوثي لم تقم بإصلاح الأضرار الكبيرة التي لحقت بشبكة الاتصالات في مدينة الحديدة جراء الحفريات والخنادق والأنفاق التي قامت بها في شوارع الحديدة.
ولفت إلى أنَّ مليشيا الحوثي تواصل خفر الحنادق والأنفاق التي تؤدي إلى انقطاع شبكات الهاتف الثابت والإنترنت عن الأحياء، كما أن المختصين في الحديدة يقومون بحلول وقتية وآنية.
المصدر أشار كذلك إلى أنَّ المبلغ المعلن عنه والذي جرى إنفاقه في افتتاح ما قيل عنه مشروعات اتصالات ذهب إلى جيوب النافذين الحوثيين، فيما صرفت مبالغ زهيدة للمهندسين في مدينة الحديدة لإصلاح بعض الأعطال في قطاع الاتصالات وطلاء الجدران بالرنج لإظهارها بأنها مشروعات جديدة.
وكان وزير الاتصالات في حكومة الحوثي مسفر النمير قد اعترف بأنّ الوزارة لا تسطيع افتتاح مشروعات جديدة؛ بسبب ما قال عنه الحصار المفروض من قبل التحالف والذي يمنع دخول أي معدات وأجهزة اتصالات جديدة، فيما تزيد هذه التصريحات من فرضية تناقض مليشيا الحوثي لنفسها في ظل حديثها عن افتتاح مشروعات جديدة.
هذه الواقعة تنضم إلى سلسلة طويلة من الأكاذيب التي تجيد المليشيات الحوثية ترديدها على نطاق واسع من أجل استخدام ذلك على النحو الذي يخدم مصالحها.
وإن كانت هذه الواقعة تتعلق بمشروعات خدمية مزعومة، فإنَّ أكثر الأكاذيب الحوثية تتعلق بالصعيد العسكري أو العملياتي على الأرض، فهذا الفصيل الإرهابي يملك كتائب إلكترونية منظمة تردِّد معلومات خاطئة في محاولة لرفع الروح المعنوية لمقاتليها.
وبين حينٍ وآخر، تدعي المليشيات سيطرتها على بعض المناطق أو قتلها عناصر من التحالف العربي، لكنّ سرعان ما يُفتضح أمر هذه الأكاذيب، ما يبرهن على أنَّ هذا الفصيل الإرهابي يمر بمرحلة وهن شديدة يحاول تخطيها عبر هذه الأكاذيب المفضوحة.
ومن غير المستبعد كذلك أنّ المليشيات وهي تعلن عن افتتاح مشروعات جديدة، تحاول تهدئة الرأي العام ضدها لا سيّما أنّ الحوثيين يتخوفون بشدة من اندلاع احتجاجات ضدهم، شبيهة بتلك التي تحدث في إيران ولبنان والعراق.