الضنك والملاريا.. سرطانان في الحرب الحوثية
نال القطاع الصحي في اليمن صنوفًا عديدة من الانتهاكات جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014، بعدما تفشّت الكثير من الأمراض والأوبئة.
وكشفت تقارير صحية عن توغَّل حمى الضنك والملاريا في مناطق مختلفة، وسط تحذيرات من توسُّع تفشي الأوبئة في البلاد.
وحمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة البعوض، وتنتشر غالبًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهي سريعة الانتشار خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والضواحي والمناطق الريفية.
و"الملاريا" مرض يٌسبِّبه طفيلي، ينتقل الطفيلي إلى البشر من خلال لدغات البعوض الحامل للعدوى، ويشعر الأشخاص المصابون بالمرض عادةً بإعياء شديد مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة مصحوبة برجفة.
ويُصاب كل عام ما يقرب من 210 ملايين شخص بالملاريا، ويموت حوالي 440 ألف شخص بسبب هذا المرض، ومعظم الأشخاص الذين يموتون بهذا المرض يكونون من الأطفال الصغار في إفريقيا.
وتهدد حمى الضنك والملاريا أبناء محافظة الحديدة بدرجة أولى وبالذات في مديريتي الجراحي وزبيد ومديريات أخرى بالمحافظة، محذِّرًا من مخاطر تفشي هذه الأوبئة بشكل أكبر في الفترة المقبلة.
وأوضحت إحصاءات أن عدد الوفيات خلال شهري أكتوبر ونوفمبر بلغ أكثر من 45 حالة وفاة من 8000 ألف حالة إصابة بالملاريا وحمى الضنك معظمهم من الأطفال في مديرية الجراحي فقط التابعة لمحافظة الحديدة.
وكانت المليشيات الحوثية قد اعترفت بالمأساة الصحية التي تسبّبت فيها حربها العبثية في محافظة الحديدة، بعدما خلّفت وراءها مآسي شديدة البشاعة، وذلك عندما أعلن وزير الصحة في حكومة الانقلابيين "غير المعترف بها" طه المتوكل فرض حالة الطوارئ في محافظة الحديدة لمواجهة انتشار حمى الضنك والملاريا.
المتوكل أقرّ بأنَّ نصف مليون شخص في مختلف مديريات المحافظة مهددون بالإصابة بحمى الضنك والملاريا، وقال إنّ أكثر المديريات التي تشهد انتشارًا كبيرًا للحمى هي مديرية الجراحي، حيث وصل عدد الوفيات إلى 25 شخصًا فضلًا عن ألفي مصاب بالمرض.
ومنذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، دفع القطاع الصحي أثمانًا فادحة من الانتهاكات التي ارتكبها الانقلابيون وخلّفت وراءها الكثير من المآسي الإنسانية.
وتسبّب العبث الحوثي في تفشي الكثير من الأمراض القاتلة في المناطق التي وقع فيها بطش المليشيات، ومنها محافظة الحديدة التي ودعت كثيرًا من أبنائها بسبب الإصابة بحمى الضنك.
وانتشر الوباء بالتزامن مع هطول الأمطار على المديرية وانتشار كثيف للبعوض، حيث تشير المعلومات الميدانية، إلى أنَّ غالبية الأسر أصيبت بالوباء، في ظل غياب تام للرعاية الصحية من السلطات الصحية في المديرية الخاضعة لسلطات الحوثيين والمنظمات المحلية والدولية الإغاثية.
وعلى مدار سنوات، خمس ارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الاعتداء على القطاع الصحي، مخلِّفةً وراءها مأساة غير مسبوقة، سواء عبر قصف وتعطيل المستشفيات وإغلاق الصيدليات وتفشي الأوبئة ونشر الفقر، وإهمال الوضع البيئي، وسرقة المساعدات الدوائية، وهي أسبابٌ كفيلة في مجملها لأنْ تؤدي إلى تفشي الأمراض.
على مدار سنوات خمس ارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الاعتداء على القطاع الصحي، مخلِّفةً وراءها مأساة غير مسبوقة، سواء عبر قصف وتعطيل المستشفيات وإغلاق الصيدليات وتفشي الأوبئة ونشر الفقر، وإهمال الوضع البيئي، وسرقة المساعدات الدوائية، وهي أسبابٌ كفيلة في مجملها لأنْ تؤدي إلى تفشي الأمراض.
ومؤخرًا، قالت الأمم المتحدة إنّ قرابة 20 مليون يمني يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية، بعد أكثر من أربع سنوات على الحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية.
منظمة الهجرة الدولية ذكرت عبر حسابها على "تويتر"، أنّ نحو 19,7 مليون شخص في اليمن يفتقرون إلى الخدمات الصحية الأساسية، مشيرةً إلى أنَّ الفريق الصحي التابع لها في اليمن أجرى، الأسبوع الماضي، حوالي 24 ألفًا و500 استشارة طبية لرجال ونساء وأطفال.
وأصبح نحو مليوني طفل يعانون من سوء التغذية الحاد، منهم حوالي 360 ألفًا دون سن الخامسة، يعانون من سوء التغذية الحاد جدًّا، وهم يصارعون من أجل البقاء على قيد الحياة، بحسب تقرير صادرٍ عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف".
الوضع المروّع يشير كذلك إلى أنّ الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد هم أكثر عرضة للوفاة بـ11 ضعفًا بالمقارنة مع أقرانهم الذين يحظون بتغذية جيّدة، كما أنّ تقديرات المنظمات الأممية تكشف أنَّ حوالي 2,5 مليون امرأة حامل أو مرضع في اليمن بحاجة ماسة إلى خدمات التغذية والمشورة لعلاج سوء التغذية أو الوقاية منه، إذ تتعرض النساء الحوامل المصابات بسوء التغذية لخطر متزايد من الإجهاض والكرب الذي تسببه، بالإضافة إلى فقر الدم والموت أثناء الولادة.