دبلوماسية الانتقالي.. العالم يسمع صوت الجنوب

الثلاثاء 19 نوفمبر 2019 15:08:18
testus -US

تعتبر العلاقات الخارجية أحد أهم القطاعات التي يوليها المجلس الانتقالي الجنوبي اهتمامًا كبيرًا، والتي ينقل من خلالها المجلس، صوت الجنوب إلى المجتمع الدولي، ضمن التحركات الهادفة إلى تحقيق الهدف المنشود من قضية الشعب العادلة.

ومع تزايد حجم التحديات التي تُحيط بالجنوب في الفترة الأخيرة، لا سيّما مع العدوان "متعدد الأوجه" الذي تشنه مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية والتي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، فقد ضاعف المجلس من جهوده على صعيد العمل الخارجي.

الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، التقى سفيرة مملكة هولندا لدى اليمن ارما ماري فان ديورون.

اللقاء الذي عقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي وعقده نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية في المجلس الانتقالي محمد الغيثي، بحث آفاق التعاون المشترك في كافة القضايا والملفات العالقة، وعلى رأسها الملف الإنساني ودعم التنمية، وكذلك ضرورة استمرار التقدُّم الإيجابي نحو تسوية سياسية شاملة.

وخلال اللقاء، لفت الرئيس الزبيدي إلى جهود التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في إنجاز اتفاق الرياض، مؤكدًا أنّه يعد اللبنة الأولى والأساسية نحو السلام الشامل، علاوة على ما مثله من أمل كبير لدى أوساط الشعب، كونه يعد فرصة حقيقية للبناء والتنمية وتثبيت الأمن وإعادة الخدمات.

وشدد على الموقف الثابت للمجلس الانتقالي الجنوبي تجاه دعم دول التحالف العربي، والوقوف بجانبها، ومكافحة الإرهاب والمشاركة الفاعلة بعملية السلام، بما يضمن حقوق الجنوبيين كاملة من خلال مشاركتهم في المفاوضات المقبلة.

وأشاد الرئيس الزُبيدي بجهود الأصدقاء الهولنديين، الذين لا تزال مشروعاتهم التنموية حاضرة، مثمنًا حرصهم على إحلال السلام في المنطقة.

بدورها، عبّرت السفيرة الهولندية، عن سرورها باللقاء وتقديرها لمواقف المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أصبح شريكًا حقيقيًّا في صناعة السلام.

وكان نائب رئيس مكتب الإدارة العامة للشؤون الخارجية للمجلس الانتقالي في المملكة المتحدة، المستشار محمد ناصر الساحمي، قد عقد قبل أيام قليلة، اجتماعًا مع ممثلي وزارة الخارجية البريطانية، وذلك لمناقشة المستجدات على الساحة الجنوبية على وجه الخصوص، والأزمة اليمنية بشكل عام، وذلك بعد التوقيع على اتفاق الرياض.

وشدَّد ممثلو الخارجية البريطانية، خلال اللقاء، الذي يأتي ضمن برنامج التواصل الدوري، بين مكتب المجلس الانتقالي الجنوبي في المملكة المتحدة مع الجهات الرسمية البريطانية، على أهمية تنفيذ مخرجات اتفاق الرياض.

وأشاد ممثلو الجانب البريطاني بدور المجلس الانتقالي وتعاونه لإنجاح الحوارات التي مهدت لاتفاق الرياض، كما عبروا عن تقديرهم لأهمية دور المجلس الانتقالي خلال المرحلة المقبلة.

وأعربوا عن رغبة الحكومة البريطانية في استمرار العمل مع جميع الأطراف بما في ذلك المجلس الانتقالي الجنوبي، لإعادة الأمن والاستقرار للجنوب وإيجاد حل شامل للأزمة اليمنية.

وفي نهاية اللقاء، اتفق الطرفان على مواصلة الاستمرار في متابعة التطورات المتعلقة بتنفيذ اتفاق الرياض والتواصل مع أطراف أخرى في الحكومة البريطانية ذات الصلة بالشأن اليمني.

وفي التاسع من أكتوبر الماضي، عقد ممثل الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي عادل الشبحي، لقاءً مع سفيرة مملكة هولندا لدى اليمن آرما ماري فان ديورون في العاصمة السعودية الرياض.

السفيرة ديورون أكّدت خلال اللقاء، حرص بلادها على دعم الحوار والحل الشامل والجذري ليتمكن الإنسان جنوبًا وشمالًا من الحصول على حياة آمنة وتتمكن هولندا من تقديم المساعدات في معظم المجالات.

التأكيد الهولندي لحق الشعب الجنوبي في تحديد مستقبله بحرية كاملة، جاء بعد أيام قليلة من موقف فرنسي مشابه، حينما التقى الرئيس الزُبيدي، بمدينة جدة، السفير الفرنسي لدى اليمن كريستيان تيستو.

وجرى خلال اللقاء تناول العديد من القضايا ذات العلاقة بالملف الأمني والسياسي في الجنوبن حيث رحَّب الرئيس الزبيدي بالسفير الفرنسي، وأكّد التزام المجلس بالسلام واستعداده للتعاطي الإيجابي مع الجهود الدولية من أجل السلام بما يضمن للجنوبيين حقهم في تحديد مستقبلهم السياسي، مشيرًا إلى الموقف الثابت للمجلس تجاه دعم دول التحالف العربي، والوقوف معها لمحاربة التمدد الإيراني عبر المليشيات الحوثية.

وأشاد الرئيس الزُبيدي، خلال اللقاء، بجهود جمهورية فرنسا في دعم عملية سلام شاملة ودائمة تحت مظلة الأمم المتحدة، تضمن للجنوبيين حقهم في تقرير مصيرهم، مؤكدًا أنّ المصالح الفرنسية في محل اهتمام المجلس.

من جانبه، عبَّر السفير الفرنسي عن سروره بهذا اللقاء، وتقديره لموقف المجلس الانتقالي الجنوبي تجاه السلام، وقال إنَّ المتغيرات والتطورات تستدعي حضور الجنوبيين في عملية السلام والاستماع لصوتهم وإيجاد حل عادل لقضيتهم.

هذه التحركات الدولية تُعبّر عن اهتمام كبير من قِبل القيادة السياسية الجنوبية "ممثلة في المجلس الانتقالي" في العمل على نقل الصوت الجنوبي للمجتمع الدولي، وهو ما يعتبر أحد أهم التحرُّكات على صعيد الحلم الأكبر، وهو استعادة دولة الجنوب عبر فك الارتباط.

وتأكيدًا لذلك، كشف الناطق باسم المجلس الانتقالي نزار هيثم في مقابلة سابقة مع "المشهد العربي"، أنّ المجلس يولي أهمية كبيرة للتحركات الدولية، وقال إنّه بموازاة العمل المؤسسي والبناء التنظيمي لهيئات المجلس داخليًّا، تم إنشاء إدارة للعلاقات الخارجية استطاعت أن تفتح العديد من المكاتب في أمريكا وروسيا وبريطانيا وأوروبا والخليج.

ولعلَّ من أكبر النجاحات السياسية التي حقّقها المجلس الانتقالي في الفترة الأخيرة، تتمثَّل في أنَّ الجنوب أصبح طرفًا رئيسيًّا في معادلة الحل للأزمة اليمنية في إطارها العام، كما حقّق المجلس انتصارًا سياسيًّا كبيرًا على حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، التي حاولت السيطرة على الجنوب ومصادرة حق شعبه في تقرير مصيره.