النفط يشعل معارك إخوانية مع قبائل مأرب.. ما الذي حدث؟
فجر اليوم الثلاثاء، وعلى مدار عدة ساعات، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحين قبليين والمليشيات الإخوانية التي يقودها الإرهابي علي محسن الأحمر، في محافظة مأرب.
التفاصيل كشفتها مصادر مطلعة قائلةً إنَّ الاشتباكات استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين مليشيا الإخوان وقبائل "ال عقار"، وقد أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
اندلعت الاشتباكات في منطقة معبد الشمس، حيث نصب مسلحون من قبيلة "ال عقار" قطاع لمليشيا الإصلاح، وتطورت المواجهات عقب دفع "الإخوان" بتعزيزات عسكرية إلى مواجهات واسعة مع عبيدة، وذلك على خلفية احتجاز تعسفات من قِبل المليشيات الإخوانية للقبائل.
القبائل التي حرمتها سلطة الإخوان من عائدات حماية مرور ناقلات النفط في ارضها انخرطت في القتال ونصبت كمائن لمليشيا الإصلاح، التي قاولت مؤخرًا الشركات النفطية في مأرب بتأمين مرور قاطراتها إلى شبوة، حيث ميناء التصدير في النشيمة، متجاهلةً بذلك اتفاقيات سابقة مع القبائل بتولي حماية مرور القاطرات كلا في نطاق أراضيه.
الصراع الإخواني على النفط يعتبر مصدر كبيرًا للأموال التي تتدفق على خزائن عناصر حزب الإصلاح الإرهابي، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم الكشف فيها عن ممارسات إخوانية من هذا الصدد.
ففي أكتوبر الماضي، استأنفت شركة صافر تصديرها لشحنات من النفط، في ظل وقوعها تحت سيطرة المليشيات الإخوانية ونهبها لعائدات هذه الشحنات إلى جانب سيطرتها على كافة المقدرات في محافظة مأرب.
وفي دليل دامغ على نهب عائدات نفط صافر وذهابها إلى خزينة حزب الإصلاح والنافذين التابعين له, كشف مصدر حقوقي في مأرب وثائق رسمية تؤكد حدوث عمليات نهب لنفط قطاع صافر، تمارسها إحدى الشركات الخاصة، التابعة للإرهابي علي محسن الأحمر وقيادات "الإصلاح", بالتزامن مع انكشاف عمليات نهب مماثل من الأطراف نفسها لنفط محافظتي شبوة وحضرموت.
شركة "بترو إنرجي يمن" المملوكة للإرهابي الأحمر، نقلت ولا تزال تنقل، عشرات آلاف اللترات من البنزين أسبوعيًّا من شركة صافر من دون أن تدفع ثمنه أو الضرائب المستحقة، كما أنّ إحدى شركات تأجير السيارات والمعدات الثقيلة، تحصل على كميات غير محدودة من البنزين مجانًا لأنها تتبع حزب الإصلاح، حيث يتم البيع للمحطات بأسعار خيالية تذهب عائداتها إلى تركيا, حيث يتم استثمار تلك الأموال هناك.
ورأى محللون أنّ عودة تصدير النفط من صافر في هذا التوقيت يخدم حزب الإصلاح ويرفع إيرداته في ظل عدم وجود الشفافية حول مصير الإيرادات.
وفور إعلان شركة صافر استئناف تصدير النفط للمرة الأولى منذ خمس سنوات في منتصف أكتوبر الماضي، اندلعت مواجهات بين المليشيات الإخوانية وقبائل في محافظة مأرب، حيث هاجم مسلحون من قبيلة "آل مثنى" نقاطًا لمليشيا الإصلاح في منطقة العرقين قرب حقول النفط في صافر شمالي مديرية الوادي.
وكان ذلك الهجوم هو الثاني خلال 24 ساعة، حيث هاجم قبليون قافلة نفطية تنقل 5 آلاف برميل من خام صافر في طريقها إلى شبوة، حيث عمل "الإصلاح" لتصديرها عبر ميناء النشيمة في شبوة، وأدت المواجهات إلى إصابة اثنين من حراسة تلك القافلة واحتراق قاطرة واعطاب أخرى.