صور مفبركة وتصريحات كاذبة.. خديعة الحوثي الكبرى في يوم الطفولة
فيما يحتفل العالم، الأربعاء، باليوم العالمي للطفولة، أعدّت المليشيات الحوثية خطة من أجل تشويه حقيقة استهدافها للأطفال على مدار سنوات الحرب العبثية التي أشعلها الانقلابيون في صيف 2014.
المليشيات الموالية لإيران شكَّلت خلية عمل متكاملة لإعداد تقارير وصور وفيديوهات مضللة عن الأطفال، بحسب مصدر في محافظة عمران التي یسیطر علیھا الحوثیون، حيث كشف عن استعداد المليشيات للاحتفال بالیوم العالمي للطفولة، بھدف تضلیل المنظمات الدولیة بالأكاذیب والعمل على نقل صور ومقاطع مفبركة وإطلاق تصریحات حول أوضاع الأطفال في الیمن.
وكوَّنت المليشيات فریقًا إعلامیًّا یضم خبراء إعلامیین من حزب الله والحوثیین، وتشكیل خلیة عمل متكاملة لمھمة إعداد وتجھیز وجمع صور ومقاطع فیدیو ولقاءات بعدد من الأطفال والأسر، وذلك بالتركیز على مشاھد وصور لقتلى أطفال ومعاقین وآثار مجاعات وغیرھا، لتكون رسالة للعالم حول ما یسمیها الحوثیون انتھاكات ضد الطفولة في الیمن.
واقترح الخبراء اللبنانیون اقترحوا عشر عبارات باللغتین العربیة والإنجلیزیة، تستطیع المدارس كتابتھا في اللافتات ورفعھا من جانب الطلاب والطالبات أثناء الإذاعات المدرسیة والوقفات الاحتجاجیة التي یرتب لھا الحوثیون، ویتم تنفیذھا في المدارس.
كما جهَّز الحوثيون صورًا ومشاھد للأطفال القتلى الذین زجوا بھم في الجبھات وتصویرھم على أساس أنھم استھدفوا في منازلھم، وآخرین بزعم أنّھم أسرى تمّ القبض علیھم في الجبھات جندھم التحالف، بینما ھم أطفال حوثیون ھاربون من الجبھات خلال الفترات السابقة.
وقام الحوثیون قاموا ضمن استعداداتھم بتوثیق مقاطع لتفجیرات قاموا بتنفیذھا في حفلات زواج وعزاء ومنازل في مواقع مختلفة خلال فترات سابقة، ووضعوا جثثًا للأطفال في تلك المواقع بھدف اتھام التحالف العربي بقصف المواقع المعنیة، فضلًا عن عقد عدة لقاءات موسعة مع عدد من المنظمات والھیئات في صنعاء التي تضم موظفین حوثیین للحدیث عن أوضاع الأطفال في الیمن ومعاناتھم، وإعداد تقاریر تخدم مصالح المليشيات.
وضمن الخطة نفسها، دعت المليشيات، المنظمات والجمعیات بالتركیز على عدة جوانب مھمة أبرزھا الزج بالأطفال في الحروب، والمجاعة التي فتكت بأعداد كبیرة من الأطفال، إضافة إلى تردي الأوضاع الصحیة والتعلیمیة، علمًا بأنَّ هذه المنظمات تعمل لصالح الحوثیین.
وعلى مدار سنوات الحرب العبثية، ارتكبت المليشيات الحوثية كثيرًا من الانتهاكات ضد الأطفال، لا سيّما تجنيد الأطفال، وهو جرمٌ توسّعت المليشيات في ارتكابه في الفترة الأخيرة، في محاولة لتعويض خسائرها الضخمة على أكثر من جبهة.
المليشيات الحوثية قدَّمت عروضًا للأهالي بمنح مكافآت مالية لكل طفل يذهب إلى جبهات القتال، مع منح أسرته موادًا إغاثية وتسجيلهم في قوائم المستحقين للمواد الغذائية، وأولوية العلاج في المستشفيات، ومنح بطاقات ورقية لكل أسرة يتم الحصول بموجبها على ما يسمى بـ"مكرمة السيد".
وهذه المكرمة عبارة عن بطاقة صغيرة تمنح الأسر أولوية العلاج والسفر والتعليم والمواد الإغاثية والصحية والحصول على أنابيب الغاز، وتسهيل كافة الخدمات التي تحتاجها الأسر التي تتعاون في إرسال أطفالهم للجبهات.
وبعد فشل الحوثيين في استقطاب مقاتلين جدد للجبهات من خلال الإغراءات المتواصلة والنداءات والخطب والكلمات في المدارس والجامعات، لم تتحقق أهدافهم في الحصول على المقاتلين، لذلك اتجهت الميشيات إلى أسلوب التهديد الذي لم يحقق الغاية هو الآخر، حيث قالت مصادر مطلعة إنّه قوبل بالرفض من قبل السكان الذين فرضوا رقابة على أبنائهم ومتابعة شديدة حذرًا من الوقوع في أيدي العصابات الحوثية.
ويعتبر "تجنيد الأطفال" الجريمة الأشد بشاعة التي اقترفها الحوثيون ضد الأطفال من أجل تعزيز جبهاتهم، وقد كشفت إحصاءات رسمية أنّ الحوثيين جنَّدوا نحو 30 ألف طفل لإشراكهم في المواجهات الدائرة خلال الحرب العبثية التي أشعلتها في صيف 2014.
وعملت المليشيات على استقطاب المئات من شريحة الشباب والأطفال من فئة المهمشين، حيث نفّذ مشرفو الحوثي نزولًا ميدانيًّا لعددٍ من تجمعات الفئة المهمشة في صنعاء، بهدف الضغط على الأسر، وإجبارها على إخضاع أبنائها من الأطفال والمراهقين لدورات ثقافية طائفية، تمهيدًا للزج بهم في جبهات القتال.
وفي نهاية 2018، اعترفت المليشيات بأنّها جنّدت أكثر من 18 ألف شخص، وقد جاء ذلك على لسان قيادي حوثي كبير تحدّث لوكالة "أسوشييتد برس" التي قالت بدورها إنّ هذا الرقم أعلى من أي رقم تم الإبلاغ عنه سابقًا، حيث تمكنت الأمم المتحدة من التحقق من 2721 طفلاً تم تجنيدهم للقتال.
ونقلت الوكالة شهادات عن بعض الأطفال الذين أكدوا أنهم انضموا إلى الحوثيين وذلك بسبب الوعود بالمال أو بالفرصة لحمل السلاح، بينما آخرون وصفوا بأنهم مجبرون على خدمة الحوثيين وتم اختطافهم من المدارس أو المنازل أو أكرهوا على الانضمام مقابل إطلاق سراح أحد أفراد العائلة من المعتقل.
وأكد أطفالٌ وآباءٌ ومربون وأخصائيون اجتماعيون أن سياسة الحوثيين تجاه تجنيد الأطفال "حملة عدوانية تستهدف الأطفال، وليست دائمًا طوعية بالكامل".
وأوضحت الوكالة أنَّ المسؤولين الحوثيين يستغلون وصولهم إلى هيئة السجل المدني والسجلات الأخرى لجمع البيانات التي تسمح لهم بتضييق نطاق قائمتهم المستهدفة من الأسر الأكثر احتياجًا في القرى ومعسكرات النازحين، وأولئك الأكثر احتمالاً لقبول عروض نقدية مقابل التجنيد.