النزوح في حجة.. هروبٌ من البطش الحوثي
واصلت المليشيات الحوثية إرهابها الغاشم في محافظة حجة، حتى تسبّب الانقلابيون في موجات نزوح كيبرة للسكان هربًا من بطش المليشيات.
مصادر حقوقية قدَّرت أنّه تمَّ تشريد أكثر من 20 ألف شخص في محافظة حجة في النصف الأول من عام 2019، حيث يستمر النزوح المتقطع في مديرية عبس التي تستضيف 100 ألف شخص من النازحين داخليًّا.
المليشيات الحوثية كثّفت من هجماتها الإرهابية على عديد من المناطق في محافظة حجة لا سيّما مديرية عبس، ومستبأ وشرق حيران، وجنوب مديرية حرض الحدودية مع السعودية.
وتقول منظمة أطباء بلا حدود إنّ فرقها المعنية لاحظت زيادةً مستمرةً في عدد المرضى الذين يبحثون عن الرعاية الصحية في مستشفى عبس، مرجعةً الزيادة في عدد المرضى إلى القتال المستمر في شمال المنطقة.
وأشارت المنظمة إلى أنَّ العديد من السكان الذين يعيشون في عبس والمناطق المحيطة بها يفتقرون إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك مياه الشرب والغذاء والمأوى والحصول على الرعاية الطبية، معربةً عن قلقها إزاء تصاعد القتال، والذي قد يؤدي إلى تشريد أكثر من 400 ألف شخص.
وتنشط "أطباء بلا حدود" باليمن في القطاع الصحي، وتعمل في 12 مستشفى ومركزًا صحيًّا، وتقدم الدعم لأكثر من 20 منشأة صحية أخرى.
إجمالًا، تسبّبت الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية منذ صيف 2014 وتخلَّلتها الكثير من الانتهاكات، وأحدثت حالة إنسانية شديدة البؤس.
ووثّقت تقارير دولية حديثة الآثار الناجمة عن الحرب الحوثية، حيث أعلنت منظمة الهجرة الدولية، في مطلع نوفمبر، نزوح أكثر من 360 ألف شخص من منازلهم في الفترة من يناير إلى سبتمبر الماضيين؛ نتيجة تزايد القتال في مناطقهم.
وقالت المنظمة الأممية إنّها سجَّلت نزوح 364 ألفًا و323 شخصًا في الفترة المذكورة، مؤكّدةً ارتفاع النازحين منذ بداية الحرب إلى أكثر من 3,6 مليون شخص وهم بحاجة إلى الحماية الإنسانية والمساعدة.
وأكدت "الهجرة الدولية" أنّ الأشخاص النازحين الذين يعيشون بالفعل في ملاجئ مؤقتة هم من بين أكثر الناس تضرُّرًا، حيث يجدون أنفسهم مشردين للمرة الثانية أو الثالثة أو الرابعة.
وارتكبت المليشيات الحوثية كافة صنوف الانتهاك على مدار سنوات الحرب، مُخلِّفةً وراءها بؤسًا حادًا، ولا تقتصر المعاناة الناجمة عن الحرب الحوثية على الإرهاب الفتاك وحسب، بل تسبَّبت المليشيات جرّاء حربها العبثية في أزمة نفسية شديدة البشاعة.
منظمتا هانديكاب إنترناشونال المتخصصة فى مجال الإعاقة، والمنظمة الدولية للمعوقين قالتا - في تقرير - إنَّ الحرب الحوثية تسبّبت في آثار نفسية مرهقة للغاية، وأنّه لا يزال الدعم النفسي والاجتماعي يمثل تحديًّا في منطقة لا تحظى فيه فكرة الضائقة النفسية إلا بمصداقية قليلة.
وذكر التقرير أنَّ فريق المنظمتين قدم الدعم النفسي لأكثر من 16000 شخص، بما في ذلك المستفيدون المباشرون من جلسات إعادة التأهيل والقائمين على رعايتهم، ويُخطِّط الفريق لتدريب أكثر من 400 عامل صحي لعلاج الأشخاص الذين يعانون من صدمة جسدية ونفسية شديدة، مع ازدياد المحتاجين للدعم النفسي في صنعاء.