الإرهاب يليق بهم.. خلية إخوانية تسهدف اغتيال قيادات جنوبية
منذ أن تمّ توقيع اتفاق الرياض في نوفمبر الجاري بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية، لم تتوقّف المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية عن محاولة تفخيخ هذا المسار سواء عبر تشويه إعلامي أو تحركات على الأرض تستهدف الجنوب في المقام الأول.
ففي محافظة أبين، تمكَّنت القوات الجنوبية من القبض على عنصر تابع للمليشيات الإخوانية، كُلِّف بتنفيذ اغتيالات لقيادات عسكرية جنوبية.
مصادر عسكرية أفادت بأنَّ القوات الجنوبية تمكَّنت من القبض على عنصر تابع لمليشيات الإخوان من مأرب يتبع خلية اغتيالات تدار عبر وزارة دفاع حكومة الشرعية.
وقالت المصادر، إنّ الخلية الإخوانية تعمل تحت مسمى مركز الرويك التدريبي بمأرب ومكلفة بتنفيذ عمليات اغتيالات لقيادات عسكرية وأمنية جنوبية.
ونجحت القوات الجنوبية في الكشف عن المخطط الإخواني لتنفيذ عمليات اغتيال واسعة لقيادات في الحزام الأمني وقيادات المقاومة الجنوبية عبر خلية متخصصة وعناصر متدربة في عمليات الاغتيالات وزرع المتفجرات.
العنصر الإخواني المضبوط يُدعى موسى محمد أحمد يحيى، وهو من محافظة مأرب، ويتبع أحد الكتائب المتدربة في مركز التدريب العسكري والذي يقوده خالد السميني المعروف بولائه المتشدد للمليشيات الإخوانية.
المصادر أوضحت كذلك أنَّ القوات الجنوبية ألقت القبض على المتورط وبحوزته متفجرات ووثائق وأسماء لقيادات أمنية في الحزام الأمني والمقاومة الجنوبية كانت ضمن القوائم المستهدفة في عمليات الاغتيالات المخطط تنفيذيها عبر عناصر الخلية.
القبض على المتورط في خلية الاغتيالات أحدث إرباكًا في معسكر المليشيات الإخوانية التي لا تزال متواجدة في بعض المواقع العسكرية بالمنطقى الوسطى، وفق المصادر التي أشارت إلى أنَّ هناك وساطات قبيلة تدخلت للضغط على القوات الجنوبية بالإفراج عن المتورط في عمليات الاغتيال تفاديًّا لحدوث أي صدامات مسلحة في المنطقة.
الكشف عن هذا المخطط تزامن مع تصعيد إخواني آخر في محافظة أبين، تمثّل في نهب الأسلحة من معسكر عكد بعد اشتباكات اندلعت عناصر إخوانية تتبع المدعو لؤي الزامكي قائد اللواء الثالث ألوية رئاسية أمس الأربعاء، في وقتٍ كان مقررًا فيه - وفق اتفاق الرياض - أن تعود جميع القوات التي تحرّكت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه العاصمة عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس الماضي إلى مواقعها السابقة، وتجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة بأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن بإشراف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
ما تمارسه المليشيات الإخوانية سواء نهب الأسلحة مع معسكر عكد وتوجّههم صوب قرى مديريات لودر ومودية والوضيع أو استهداف الجنوبيين عبر خطة اغتيالات، أمورٌ كلها تصب في خانة المحاولات الإخوانية التي تهدف في المقام الأول إلى محاولة إفشال اتفاق الرياض.
تمرُّد الإخوان على اتفاق الرياض أمرٌ غير مستغرب على الإطلاق، فمنذ أن دعت المملكة العربية السعودية إلى محادثات في مدينة جدة واستجابة المجلس الانتقالي الجنوبي لها وحتى بعد انطلاقها والتوصُّل إلى توقيع الاتفاق فقد عمل "الإصلاح" طوال هذه المرحلة وما بعدها على تفخيخ مسار الاتفاق.
محاولات "الإصلاح"، ذلك الحزب الإخواني المخترِق لحكومة الشرعية، لإفشال اتفاق الرياض ترجع إلى مخاوف هذا الفصيل الإرهابي على نفوذه السياسي والعسكري، لا سيّما أنّ الاتفاق يقضي بتشكيل حكومة جديدة بالإضافة إلى إشراف التحالف على الوحدات العسكرية التي يمكن القول إنّ "الإصلاح" حوّلها إلى معسكرات إرهابية تضم الكثير من العناصر المتطرفة.
التشويه الإخواني لاتفاق الرياض الذي اعتمد في مرحلة سابقة على مليشيا "الإصلاح" الإلكترونية عبر هجمات إعلامية منظمة، والعمل في مرحلة أخرى على التصعيد الأمني في مناطق جنوبية مختلفة، فقد وصل الأمر إلى تمرد الإخوان بشكل مباشر على بنود الاتفاق بالنظر لما يجري حاليًّا في محافظة أبين.