المليشيات تشتري الولاءات.. مخاوف حوثية من هبّة صنعاء
تواصل المليشيات الحوثية إجراءاتها التي تحاول من خلالها وأد أي احتجاجات قد تندلع ضدها على غرار المظاهرات التي تعم لبنان والعراق والتي وصلت إلى إيران.
مصادر قبلية كشفت لـ"المشهد العربي" أنّ مليشيا الحوثي وزَّعت أموالًا على مشائخ ووجهاء قبائل طوق صنعاء من خلال استدعائهم لعقد لقاءات منفصلة وجماعية, في إطار التحركات الحوثية لمنع أي انتفاضة ضدهم.
المصادر قالت إنَّ مليشيا الحوثي استدعت مشائخ وشخصيات اجتماعية على مجموعات واجتماعات فردية للبعض، للقاء القيادي الحوثي محمد علي الحوثي عضو ما يسمى المجلس السياسي، وآخرين مع القيادي أبو علي الحاكم رئيس هيئة الاستخبارات الحوثية، والبعض مع القيادي الحوثي عبدالباسط الهادي المعين من المليشيات محافظًا لصنعاء .
وركَّزت القيادات الحوثية على استدعاء المشائخ الموالين لحزب المؤتمر وغير الموالين لهم وحثتهم على رفض دعوات الفوضي، كما وزّعت أموالًا على المشائخ الذين حضروا هذه الاجتماعات بما يتراوح بين 200 ألف و500 ألف ريال .
بدوره، دعا القيادي الحوثي مهدي المشاط، الشيخ يحيى غوبر المعروف بولائه للرئيس الراحل علي عبد الله صالح للقاء معه, في إطار تلك التحركات الحوثية.
وتعيش مليشيا الحوثي مخاوف من اندلاع انتفاضة شعبية ضدهم بسبب الفساد وتردي الوضع المعيشي وانقطاع المرتبات.
وفي وقتٍ سابق، كشفت مصادر "المشهد العربي" أنّ مجموعة من السياسيين والأكاديميين الموالين للمليشيات رفعوا جملةً من المقترحات بهدف امتصاص الغضب الشعبي وتحسين صورة الحوثيين، إلى زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي, والذي بدوره وجه قياداته بالعمل على تنفيذها.
هذه المقترحات تشمل عددًا من النقاط الكثيرة منها استمالة الشخصيات الاجتماعية والمشائخ والقيادات العسكرية الموالين للمؤتمر للرئيس الراحل علي عبد الله صالح, الذين تعرضوا للتهميش بعد أحداث ديسمبر 2017, بالإضافة إلى تخفيض أسعار خدمات الاتصالات والمياه, واستبعاد الرسوم الجديدة التي فرضتها المليشيات على الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية.
وتضمّنت المقترحات أيضًا، إعادة صرف المرتبات, والحد من سلطات المشرفين وعمليات الاعتقال والتعسفات, وتصحيح الأوضاع في أقسام الشرطة وإطلاق المعتقلين والمختطفين وإعادة المنهوبات, ومنع الجبايات والحملات التي تقوم بها مليشيا الحوثي على أصحاب المحال التجارية, ومنع ابتزاز التجار, وإيقاف التعسفات بحق أصحاب الصيدليات.
وأوضحت المصادر أنّ قيادات حوثية نافذة ردت على المقترحات وقدمت تقارير أخرى إلى مكتب زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي, تحذر من إرخاء القبضة الأمنية واعتبرت ذلك خطرًا كبيرًا على الجماعة.
ورفضت قيادات حوثية نافذة، الكثير من تلك المضامين لخوفها على مصالحها ونفوذها.
هذه الإجراءات الحوثية تنم عن مخاوف هائلة من اندلاع احتجاجات ضد المليشيات، وهو أمرٌ محتملٌ بقوة في ظل الأزمة الإنسانية الفادحة الناجمة عن الحرب العبثية للمليشيات القائمة منذ صيف 2014.
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكبت الكثير من الاعتداءات على القطاع الصحي التي دفع ثمنها الجميع، مُخلِّفةً وراءها حالة إنسانية شديدة البشاعة.
منظمة الصحة العالمية قدَّرت سقوط 70 ألف شخص ما بين قتيل وجريح جرّاء الحرب المتواصلة منذ خمسة أعوام، قائلةً: "ما يقدر بنحو 70 ألفًا من الرجال والنساء والأطفال في اليمن فقدوا حياتهم أو أصيبوا بجروح خطيرة نتيجة للنزاع".
وأشارت إلى وقوع 156 هجمة على المرافق الصحية والعاملين في مجال الرعاية الصحية خلال الحرب.
وحول الأوبئة والأمراض، ذكرت المنظمة أنَّه تمّ الإبلاغ عن 76 ألفًا و137 حالة اشتباه بالإصابة بمرض "الكوليرا" منذ مطلع العام الجاري وحتى أواخر أكتوبر الماضي، بما في ذلك 991 حالة وفاة مرتبطة بالمرض.
كما تم الإبلاغ في الفترة نفسها عن ما مجموعه 25 ألف و242 حالة إصابة بـ"حمى الضنك"، بما في ذلك 104 حالات وفاة مرتبطة بالمرض، بحسب "الصحة العالمية".
وأشارت المنظمة إلى أنّ 50% فقط من المرافق الصحية تعمل في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات والموظفين.
وكشف التقرير عن وجود 35 ألف مريض بالسرطان، 10% منهم أطفال، إضافة إلى 7 آلاف مريض بالفشل الكلوي في حاجة إلى جلسات غسيل كلى أسبوعية.