قصة مختطف في سجون الحوثي.. قتله التعذيب وذبحه الحرمان من العلاج

الجمعة 22 نوفمبر 2019 02:06:38
testus -US

"خالد محمد حمود".. اسم جديدٌ يُضاف إلى سجلات الموت الفظيع، ذلك الموت الذي أدمنته المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت حربها العبثية، في مقاصل الموت المُسماة "سجونًا".

حمود، الذي لم يكمل عقده الرابع، توفي في أحد سجون المليشيات الحوثية جرَّاء التعذيب الذي تعرض له منذ اختطافه وإخفائه قسرًا في مارس 2016، من أمام منزله بمنطقة حدة في صنعاء.

مصادر حقوقية كشفت اليوم الخميس، أنَّ "حمود" تعرَّض لصنوفٍ عديدة من التعذيب في سجون المليشيات، وقد منع الحوثيون عنه الحصول على الأدوية، ما عجَّل بوفاته.

وقالت المصادر إنّ حمود لم توجه إليه أي تهمة منذ اختطافه، ولم يُحل إلى النيابة أو القضاء، حتى توفي نتيجة الحرمان من الرعاية الصحية المتخصصة، والإهمال الطبي المتعمد في سجون مليشيا الحوثي.

وأصيب المختطف بالمرض بعد تعرضه للتعذيب في احتياطي "الثورة وهبرة" بصنعاء، وطالب الحوثيين بنقله إلى المستشفى منذ بداية عام 2018، غير أنه لم يسمح له بذلك إلا في بداية نوفمبر الحالي بعد انتشار السموم في جسده وانسداد القناة الصفراوية.

نقل "حمود" إلى المستشفى وتلقى العلاج على نفقة أسرته، وأجريت له عملية، ولم يسمح له بالبقاء في المستشفى لتلقي الرعاية الضرورية بعد العملية، وتمت إعادته إلى السجن، فتدهورت حالته الصحية بشكل متسارع حتى فارق الحياة.

وفاة "حمود" تضيف دماءً جديدة إلى سجل المليشيات الحوثية الذي يعج بالكثير من الجرائم والانتهاكات، لا سيّما أولئك الذين يتعرضون للتعذيب في سجون الانقلابيين، وهو إجرامٌ مستمر لم يستدعِ إلى الآن ردعًا أو تدخلًّا من قِبل المجتمع الدولي على الرغم من بشاعته.

وكانت رابطة أمهات المختطفين والمخفيين قسرًا قد دعت - قبل أيام - للضغط على المليشيات الحوثية من أجل الإفراج عن المختطفين في السجون، لا سيَّما أولئك المرضى في السجن المركزي بصنعاء.

الرابطة قالت في بيانٍ اطلع "المشهد العربي" على نسخة منه، إنّها حصلت على معلومات تفيد بتدهور الحالة الصحية لعدد من المختطفين المرضى في السجن المركزي بصنعاء، جراء حرمانهم من الرعاية الصحية المتخصصة.

وفي مطلع أكتوبر الماضي، كشف تقرير قدمه خبراء بتكليف من مكتب المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان تفاصيل الانتهاكات التي ارتكبتها الميليشيات، بما في ذلك عنف جنسي ضد نساء في سجون يديرها الحوثيون.

وقال التقرير، الذي ازعج الحوثيين، إنّ المليشيات سعت للتغطية على جرائم اختطافها وإخفائها لعشرات النساء، باتهامهن بارتكاب أفعال "الفجور والدعارة"، وذلك لتجنب الضغوط الاجتماعية والعائلية الرافضة لتلك الممارسات.

وفي العامين الأخيرين، اتهمت النساء بالدعارة والاختلاط والفجور، وقد استخدم الحوثيون في صنعاء مثل هذه التهديدات والمضايقات عند قمع المظاهرات العامة التي تضمّ نساءً ووجهت مثل هذه الاتهامات ضد النساء كوسيلة لـ"إضفاء الشرعية" على الاحتجاز التعسفي للنساء والفتيات، بما في ذلك نشر تصوّر عن النساء والفتيات على أنهن عاهرات محتملات.