الشر وأهله.. عسكرة مدارس تعز تفضح التقارب الحوثي - الإخواني
تدفع محافظة تعز ثمنًا باهظًا جرّاء العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية.
مصادر مطلعة كشفت أنَّ مليشيا الحوثي واصلت عمليات الحشد العسكري في مختلف جبهات تعز، إلى جانب احتلالها بعض مدارس تعز عسكريًّا، موضحةً أنَّ المليشيات الحوثية أرسلت تعزيزات جديدة إلى مدرسة الصديق عبدان مكونة من طاقم عسكري على متنه 23 فردًا.
وأوضحت المصادر أنَّ التعزيزات تضمَّنت طاقمًا محملًا بالأفراد ومدرعة وسيارة أخرى من نوع "حبة" بداخلها عناصر حوثية، حيث تمركزت تلك القوات داخل المدرسة.
هذه التعزيزات الحوثية جاءت في وقتٍ تتجاهل فيه القوى العسكرية التابعة لمليشيا الإخوان بتلك الجبهات ما يحدث على الأرض، ما يفضح تضخُّم العلاقات سيئة السمعة التي تجمع بين هذه الفصيلين الإرهابي.
الصمت الإخواني على هذه الجرائم الحوثية ينضم أيضًا لما ارتكبته مليشيا حزب الإصلاح على مدار سنوات عديدة من تجميد عديد الجبهات المهمة بالإضافة إلى تسليم مواقع استراتيجية للحوثيين، وذلك على الرغم الذي نالته حكومة الشرعية، المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني، من التحالف العربي.
"الإصلاح" توارى وراء عباءة الشرعية واستغلّ حالة الحرب من أجل تقوية نفوذه وحفظ مصالحه، حيث تمكّن قادة الحزب الإخواني من تكوين ثروات مالية كبيرة بالإضافة إلى تعزيز نفوذهم من أجل ضمان بقائهم في السلطة.
وكثيرًا ما فُضِح أمر العلاقات سيئة السمعة بين المليشيات الحوثية ونظيرتها الإخوانية، على النحو الذي طعن به "إخوان الشرعية" التحالف العربي من الظهر، بعدما ارتمى حزب الإصلاح في أحضان المليشيات الانقلابية الموالية لإيران.
ولوحظ في الفترة الأخيرة تكثيف التقارب بين الحوثيين والإصلاح لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، حيث حاولت المليشيات الإخوانية ونظيرتها الحوثية إفشال هذا الاتفاق بسبب آثاره الكبيرة التي تطالهما.
التعاون والتنسيق بين إخوان الشرعية والمليشيات الحوثية تطرَّق إلى مختلف المجالات؛ تأكيدًا على حجم المصالح المتبادلة بينهما، وهو ما كبَّد التحالف العربي مسؤولية تأخُّر حسم الحرب عسكريًّا بعد كل هذه الخيانات الإخوانية.
ومن بين أحدث حلقات هذا التقارب، اتفق حزب الإصلاح، المخترق لحكومة الشرعية، مع المليشيات الحوثية على وقف العمليات العسكرية بشكل رسمي من خلال الحديث عن ضرورات إنسانية، وفيما يتعلق بالحديث عن فتح طريق الحوبان الحوض شمالًا وطريق غراب بيرباشا غربًا.
الاتفاق نصّ على أن تعلن مليشيا الحوثي فتح الطرق ونزع الألغام مقابل إعلان قوات "إخوان الشرعية" في تعز وقف العمليات العسكرية في جبهات مسار الطرقات التي سيتم فتحها، كما يتضمّن الاتفاق فتح طريق الحوبان جولة القصر الحوض شمالاً وطريق الغرب غراب الأربعين غربًا، ما يعني إيقاف "الإصلاح" العمليات العسكرية بشكل معلن ورسمي من قبل قوات الشرعية في تعز وانتهاء ما تسمى بمعارك تحرير تعز والتي يتغنى بها "الإصلاح".
الاتفاق الحوثي الإخواني لوقف العمليات الحربية في تعز يقتصر على جبهات المدينة، بينما تكثف المليشيات من وجودها في جبهات محسوبة ضمن مسرح عمليات اللواء 35 مدرع في الصلو والكدحة والأقروض وغيرها.