الزُبيدي والسفراء وجنوب ما بعد 5 نوفمبر
رأي المشهد العربي
لا يمكن النظر إلى القضية الجنوبية بنفس المرآة التي كان يُنظر إليها قبل الخامس من نوفمبر، عندما تمّ التوقيع على اتفاق الرياض، وهو خطوة صحَّحت الكثير من الأمور، أهمها إعادة قضية الجنوب العادلة إلى الطاولة من جديد.
وتعبيرًا عن الحنكة السياسية التي تتمتّع بها القيادة السياسية الجنوبية، فقد واصل المجلس الانتقالي جهوده الهائلة التي ترمي جميعها إلى هدف واحد، وهو فك الارتباط واستعادة دولة الجنوب، وهو ما يتجلَّى في الحراك الدبلوماسي الكبير الذي يجريه المجلس في هذه الآونة.
فخلال بضعة أيام فقط، التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزُبيدي، سفيرة مملكة هولندا أرما ماري فان ديورون، وسفير المملكة المتحدة مايكل آرون، والسفير الأمريكي كريستوفر هنزل، والسفير الروسي لدى الإمارات سيرجي كوزنيتسوف ومسؤول الشؤون السياسية الروسية مكسيم سليساريف.
اللافت أنّ هذه الاجتماعات التي عُقدت في غضون أربعة أيام فقط، جمعت بين سفراء دول عظمى لها الكثير من النفوذ على مستوى العالم، وهو ما يُعضِّد من قوة القضية الجنوبية على مستوى العالم، وينضم ذلك ضمن الجهود التي تؤديها القيادة السياسية الجنوبية لتحقيق حلم شعبها المنشود.
الاجتماعات مع السفراء ناقشت جميعها تطورات القضية الجنوبية العادلة، وقد نقل الرئيس الزُبيدي خلالها حق الجنوبيين في استعادة دولتهم، بالإضافة إلى التزام القيادة الجنوبية بالعمل على مكافحة الإرهاب في المنطقة.
وإذا كان اتفاق الرياض يُنظر إليه بأنّه انتصارٌ جنوبي ملهم، يُحقق أهداف وتطلعات المرحلة فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ نقل القضية الجنوبية إلى دول العالم أجمع عبر الدبلوماسية المُحنكَة للمجلس الانتقالي يعتبر نصرًا لا يقل أهمية.
القاسم المشترك من كل هذه التطورات أنّ الجنوب أصبح صوته مسموعًا على مستوى العالم أجمع، وقد أصبح طرفًا رئيسيًّا في مستقبل الحل السياسي الشامل للأزمة اليمنية، وذلك بعدما عانت القضية الجنوبية تهميشًا متعمدًا من قِبل النظام الحاكم في الشمال.
كما أنّ هذه النجاحات تبرهن على أنّ القيادة السياسية الجنوبية تتعامل مع قضية الشعب العادلة وفقًا لأسس استراتيجية تُعبِّر عن طبيعة المرحلة والتحديات التي تواجه الجنوب خلالها.