الموت المجهول.. هل بدأت حرب التصفيات الحوثية؟
شهدت الفترة الأخيرة تزايدًا في الصراعات بين قادة المليشيات الحوثية، وهي تندلع في أغلب الحالات بسبب خلافات على الأموال والنفوذ.
ففي واقعة أثارت تكهُّنات بشأن بدء حرب التصفيات بين المليشيات، قتل قياديان حوثيان بارزان في انفجار غامض لسيارة بمحافظة ذمار، حيث قالت مصادر مطلعة إنَّ السيارة التي كان يستقلها القياديان الحوثيان عادل الأسدي وحسين زايد، حيث انفجرت بهما السيارة في منطقة ضوران.
المصادر أوضحت كذلك أنَّ اتهامات صريحة يواجهها قيادات بارزة في مليشيا الحوثي بشأن تصفية القياديين عبر تفجير السيارة.
وكثيرًا ما يُكشف النقاب عن صراعات حادة، أنذرت كثيرًا بانهيار معسكر الحوثي، وقد عبَّرت عن "المليشياوية" التي تسيطر على هذا الفصيل الإرهابي.
فقبل أيام، أثارت الأموال التي جنتها المليشيات بقوتها الغاشمة في احتفالية المولد النبوي خلافات عمیقة بین الوزراء الحوثیین في حكومتهم غير المعترف بها بسبب الأموال الطائلة التي جبوھا من السكان.
وعقد لقاء استثنائی لبعض وزارة ما یسمى حكومة الإنقاذ في صنعاء جمع عددًا من الوزراء الذین رفضوا الاستمرار في مناصبھم الوزاریة، والمطالبة إما بالمساواة أو تدویر الوزارات، وفق المصادر التي قالت إنّ ھذه الخلافات ظھرت بعد إعلانات الاحتفال بالمولد النبوي الذي كشف حجم الأموال الكبیرة التي جمعتھا وزارة الأوقاف والإرشاد من قسائم المولد النبوي، التي تفاوتت فیھا الأسعار من موقع لآخر ومن شخص لآخر، كما تفاوت بیع القسائم من 2000 ریال، وحتى 25000 ألف ریال.
الاجتماع الذي حضره بعض الوزراء ورفضه آخرون، تحدث فيه البعض عن عائدات مالیة ضخمة لوزارات محددة، منھا وزارة الداخلیة التي یشغلھا عبدالكریم الحوثي، الذي یحصل على أموال كبیرة وضخمة من المواطنین، وكذلك وزارات الأوقاف والنفط والصحة والتعلیم، فیما لم تستطع وزارات المغتربین والریاضة والشباب، والبیئة، التخطیط، والثقافة، من تحقیق أھدافھا.
واتهم أحد الوزراء، المشرفین على الوزارات التي تحقق أھدافھا بأنھم لم یضعوا خطط التحصیل بالشكل الصحیح، وأن ھذه مسؤولیتھم، فیما رد وزیر الریاضة والشباب حسن زید بقوله: "كیف أستطیع أن أحصل أموالًا في المجال الریاضي، لا یوجد أي طریقة لجمع الأموال، بینما وزارة الداخلیة والصحة والتعلیم تستطیع جمع الأموال بكل یسر وسھولة".
ويُلاحظ في الفترة الأخيرة، تصاعد حدة الخلافات والاشتباكات التي تحدث داخل المعسكر الحوثي، ما يكشف عن وهن كبير في هذا المعسكر، والتي تندلع في أغلب الأسباب إثر خلافات على أموال أو نفوذ.
هذان السببان وهما "الأموال والنفوذ" أشعلا - قبل أيام - مواجهات محتدمة بين قيادات حوثية في محافظة إب، أسفرت عن إصابة سبعة مسلحين على الأقل في مواجهات وكمائن، إثر خلافات بين مشرفي المليشيات في مديريتي العدين وحزم العدين.
الخلافات نشبت بين مشرف الحوثيين بمديرية حزم العدين مناع الشعوري، المكنى "أبو فارس"، وبين مشرف مديرية العدين شاكر الشبيبي، المكنى "أبو بشار الشبيبي"، على تبعية النقاط الممتدة على طول الخط الرابط بين المديريتين وعوائدها، تطورت إلى مواجهات مسلحة.
واندلعت المواجهات بين الجانبين في حاجز تفتيش للمليشيات بمنطقة بني عبدالسلام، التابعة لمديرية حزم العدين، بعد أن أقدم الشعوري على تغيير عناصر النقاط المسلحة، فأصيب اثنان من أنصار الشبيبي، بينهم مسلح يدعى إبراهيم القعباني.