غادر غاضباً.. الحوثي ينقلب على غريفيث بإشارة إيرانية
ترجمت الإشارة الإيرانية التي وجهتها طهران إلى المجتمع الدولي بتأكيد اعترافها فقط بالمليشيات الحوثية ممثلاً عن اليمن، في موقف زعيم المليشيات المدعو عبدالملك الحوثي الذي رفض لقاء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، بالرغم من ذهابه إلى صنعاء في أعقاب استهداف مقر البعثة الحكومية بالحديدة.
وأعلنت الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، بشكل رسمي عدم اعترافها بأي حكومة في اليمن، بخلاف حكومة مليشيا الحوثي، غير المعترف بها دوليا، وذلك بعد أيام من تسليم الحكومة الإيرانية مقار اليمن الدبلوماسية، إلى ممثلين لمليشيا الحوثي، وهو ما يعني أن هناك تصعيد إيراني ضد المجتمع الدولي في خطوة تؤكد رفضها أي محاولات للسلام في اليمن.
ويأتي موقف طهران الرافض للسلام في أعقاب تعرضها لمظاهرات عنيفة تطالب برحيل المرشد الإيراني علي خامئني، بالتوازي مع تعرض أذرعها إلى هزات عنيفة في العراق ولبنان، وقامت بتصدير خطاب لجمهورها بأن هناك قوى خارجية تقود تلك المظاهرات ضدها، وهو ما يجلها أكثر تشدداً مع المجتمع الدولي ليتماشى ذلك مع الخطاب الذي توجهه إلى الداخل.
وبالرغم من أن المليشيات الحوثية ومن ورائها إيران زعمت أنها ترغب في التوصل إلى سلام في اليمن، غير أن موقفها هذا تبدل في أعقاب المظاهرات التي اندلعت في العراق ولبنان، فيما حاولت أن تروج لأن هذا الموقف نتيجة الإحاطة الأخيرة للمبعوث الاممي في مجلس الأمن والذي اتهم فيها الحوثي بعرقلة مهام بعثة الأمم المتحدة في الحديدة.
وغادر المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث صنعاء , مساء اليوم الاثنين , بعد أن فشل في لقاء زعيم جماعة الحوثي المدعو " عبدالملك الحوثي"، وبحسب مصادر مطلعة فإن غريفيث التقى مهدي المشاط رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، ووزير خارجية الحوثيين هشام شرف.
وأضافت المصادر، أن اللقاءين لم يحملا أي جديد سوى توجيه اللوم للمبعوث الأممي غريفيث على خلفية إحاطته الأخيرة في مجلس الأمن وتقرير مساعده الأمين العام للأمم المتحدة ورسولا مولر،التي اتهمت فيها الحوثيين بسرقة المساعدات .
وأشارت المصادر، إلى أن غريفيث غادر غاضبا مباشرة إلى مطار صنعاء بعد اللقاءين المتتابعين اللذين أجريا في مبنى وزارة الخارجية، ووصفت المصادر زيارة غريفيث بأنها فاشلة وأن موقف الحوثيين تجاه المبعوث الأممي يعد ضربة لجهوده نحو السلام .
وشددت القوات المشتركة في الساحل الغربي، على أن مليشيا الحوثي تتحدى الأمم المتحدة ومبعوثها، في الوقت الذي يتمسك فيه المبعوث الأممي باتفاق السويد".
ووصف المتحدث باسم القوات المشتركة، وضاح الدبيش، في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، إحاطة جريفيث في مجلس الأمن، بأنها بلغت حد استجداء المليشيات الحوثية السماح للبعثة الأممية بالتحرك، مشيراً إلى رصد آلاف الخروقات والانتهاكات لمليشيا الحوثي منذ تفعيل آلية نقاط المراقبة في أواخر سبتمبر الماضي.
وأكد أن مليشيا الحوثي، قوضت تحركات البعثة الأممية بمعية الجنرال أباهيجيت جوها، وأصبحت محاصرة ويمنع تحركها خارج هيكل السفينة "انتراكيك دريم ام في".
ورصدت الجهات المختصة في القوات المشتركة بالساحل الغربي، ثلاثة آلاف و211 انتهاكا حوثيا منذ تفعيل آلية التهدئة وتعزيز وقف إطلاق النار في الحديدة للفترة من 10 سبتمبر وحتى 22 نوفمبر الجاري، وبلغ عدد الضحايا من المدنيين خلال نفس الفترة، 21 قتيلا، و42 جريحا. كما تم تدمير جزئي لـ 3 مساجد و9 منازل.