التحشيد الإخواني صوب الجنوب.. لماذا لا يجب أن نخاف؟

الثلاثاء 26 نوفمبر 2019 19:27:00
testus -US

بينما يُمثِّل التحشيد العسكري المتواصل من قِبل المليشيات الإخوانية صوب مناطق الجنوب، خرقًا واضحًا من قِبل هذا الفصيل الإرهابي لبنود اتفاق الرياض، إلا أنّ الأمر لا يمثل أي مخاوف بالنسبة للشعب الجنوبي.

اتفاق الرياض نصّ على أن تعود جميع القوات التي تحرّكت من مواقعها ومعسكراتها الأساسية باتجاه العاصمة عدن وأبين وشبوة منذ بداية أغسطس الماضي إلى مواقعها السابقة، وتجميع ونقل الأسلحة المتوسطة والثقيلة بأنواعها المختلفة من جميع القوات العسكرية والأمنية في عدن بإشراف التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وفق لما ينص عليه الاتفاق.

وفيما ينص الاتفاق على دخول هذا البند حيز التنفيذ بعد 15 يومًا على التوقيع، وقد كان ذلك يوم الأربعاء الماضي، إلا أنَّ التحركات الإخوانية المسلحة قد أعاقت تنفيذ ذلك، بعدما واصلت مليشيا حزب الإصلاح تحشيد المسلح صوب الجنوب، ولا سيّما في محافظتي أبين وشبوة؛ بغية تصعيد الأوضاع على الأرض وإشعال الفوضى والعنف.

هذه التحركات تكشف خبْث نوايا المليشيات الإخوانية التي تحشد مجاميع مسلحة قادمة من محافظة مأرب، بالتنسيق مع تنظيمات إرهابية، على رأسها تنظيم القاعدة، في محاولة إخوانية لزرع الفوضى من أجل إفشال اتفاق الرياض بشكل رسمي، وذلك يرجع إلى أنّ الاتفاق يُجهِض المؤامرة الإخوانية الكبيرة، التي تتمثل في تعطيل مسار الحرب على المليشيات الحوثية.

وفيما تضم هذه التحركات الإخوانية عناصر إرهابية كثيرة، إلا أنّ الشعب الجنوبي لا يجب أن يتخوُّف من هذه السيناريوهات، وذلك بالنظر إلى المقومات التي يملكها الجنوب والتي تُمثّل حائط صد كبيرًا، يكون جاهزًا لصد كافة المؤامرات.

الجنوب يملك قوات مسلحة باسلة، قادرة على دحر الأعداء، وقد سجّلت بطولات خالدة في جبهات القتال في أكثر من ميدان، ما يبرهن على أنّ الجنوب سيظل عصيًّا على أعدائه.

يتفق مع ذلك الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، الذي قال إنّ اتفاق الرياض ينص على سحب المليشيات الإخوانية من أبين وشبوة بينما ما زالوا يعززون وجودهم وآخرها تعزيزات عسكرية قادمة من مأرب إلى شبوة.

ويضيف النسي في تعليقه على هذه التحركات الإخوانية: "أين المصداقية يا رعاة الاتفاق. بالنسبه للجنوبيين لا يخيفهم هذا فقد كانت معسكراتهم في كل مناطق الجنوب وانتهت تحت ضربات المقاومة الجنوبية".

الأمرُ لا يقتصر فقط على الصعيد العسكري، بل يضم حائط الصد الجنوبي جانبًا سياسيًّا، يتمثل في جهود المجلس الانتقالي في هذا الصدد، وقد تمثّل ذلك في المشاركة الفاعلة في المحادثات التي جرت بمدينة جدة والتي أفضت إلى التوقيع على الاتفاق في الرياض، في نوفمبر الجاري.

ويلتزم المجلس الانتقالي بحماية قضية الشعب الجنوبي، المتمثلة في استعادة الدولة وفك الارتباط، ودائمًا ما تُجدِّد القيادة السياسية الجنوبية، متمثلة في المجلس الانتقالي، العهد أمام شعبها بالعمل على تحقيق الهدف الأسمى وهو استعادة دولة الجنوب، ضمن استراتيجية مرحلية.

وفي وقتٍ سابق، قال رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي بأوروبا أحمد عمر بن فريد إنّ قيادة المجلس ملتزمةٌ بتحقيق هدف التحرير والاستقلال، وغرَّد عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "تلتزم قيادة المجلس الانتقالي بتحقيق هدف التحرير والاستقلال ومعنا في ذلك خيرة قيادات الجنوب المستقلة وجماهير شعب الجنوب بشكل عام".

وأضاف القيادي الجنوبي: "علينا أن نثق في القيادة وفي جميع الخطوات السياسية، وأن ندرك أن العمل السياسي يختلف عن العمل الثوري والمهم أن نثق ببعضنا وبالتحالف العربي بقيادة المملكة".

ونجح المجلس الانتقالي بفعل مشاركته المُحنكة في المحادثات التي عقدت بمدينة جدة وصولًا إلى توقيع الاتفاق، في وضع القضية الجنوبية العادلة على طاولة الحل السياسي الشامل ومنحها أبعادًا إقليمية ودولية غير مسبوقة، وصولًا إلى اللحظة التي يقرر فيها الشعب مصيره ويسترد دولته.

كما شكّل الانفاق تأسيسًّا لمرحلة شراكة جديدة بين الجنوب والتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في إطار الحرب على الحوثيين، بعدما برهن الجنوب على أنّه يقف في خندق واحد مع الرياض، في هذا الإطار.

في الوقت نفسه، فإنّ الاتفاق شكّل نقلة نوعية للقضية الجنوبية إلى بؤرة الاهتمام على الصعيدين الإقليمي والدولي، بعدما عانت القضية الجنوبية العادلة سنوات من التهميش من قِبل النظام الحاكم في الشمال.

كما يعتبر الاتفاق كذلك إقرارًا بأنّ المجلس الانتقالي هو الممثل الشرعي للقضية الجنوبية وشعبها الصامد، وهي حقيقة كثيرًا ما عملت حكومة الشرعية على النيل منها، وحاولت تشويهها على مدار الوقت.