الضنك والحرب.. رصاصة حوثية وأخرى شرعية على أجساد اليمنيين

الثلاثاء 26 نوفمبر 2019 22:01:04
testus -US

من جديد، دقّت تقارير دولية نواقيس الخطر بشأن تردي الحالة الصحية في اليمن، وهي حالة تتقاسم مسؤوليتها المليشيات الحوثية بإرهابها الغاشم من جهة، وحكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني من جهة أخرى.

وإذا كانت المليشيات الحوثية قد ارتكبت الكثير من الانتهاكات التي استهدفت القطاع الصحي بشكل مباشر، فإنّ حكومة الشرعية، وهي تحت الاختراق الإخواني، تتحمّل جانبًا من المسؤولية أيضًا، بعدما عملت الحكومة على عرقلة مسار الحرب، وكرّست عملها على معاداة الجنوب، فيما لم تكترث بالحالة الصحية للسكان في مناطقها.

ففي تحذير جديد، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، عن قلقها إزاء ورود تقارير عن آلاف الإصابات بحمى الضنك في اليمن، حسبما صرّح روبير مارديني رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى الأمم المتحدة.

وقال مارديني في تصريحات أمام الصحفيين، إنّ هناك تقارير عن إصابة أكثر من 3500 شخص بحمى الضنك، كما يُعتقد أن 50 شخصًا في مدينة الحديدة قضوا بهذا المرض بين أواخر أكتوبر وأوائل نوفمبر.

ما كشفته اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ينضم إلى سيل كبير من التحذيرات والتقارير التي تحدَّثت عن المآسي الصحية على مدار السنوات الماضية.

و"حمى الضنك" هي عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة البعوض، وتنتشر غالبًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهي سريعة الانتشار خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والضواحي والمناطق الريفية.

وتهدد حمى الضنك أبناء محافظة الحديدة بدرجة أولى وبالذات في مديريتي الجراحي وزبيد ومديريات أخرى بالمحافظة، وسط تحذيرات من مخاطر تفشي هذه الأوبئة بشكل أكبر في الفترة المقبلة.

وأوضحت إحصاءات أنَّ عدد الوفيات خلال شهري أكتوبر ونوفمبر بلغ أكثر من 45 حالة وفاة من 8000 ألف حالة إصابة بالملاريا وحمى الضنك معظمهم من الأطفال في مديرية الجراحي فقط التابعة لمحافظة الحديدة.

وكانت المليشيات الحوثية قد اعترفت بالمأساة الصحية التي تسبّبت فيها حربها العبثية في محافظة الحديدة، بعدما خلّفت وراءها مآسي شديدة البشاعة، وذلك عندما أعلن وزير الصحة في حكومة الانقلابيين "غير المعترف بها" طه المتوكل فرض حالة الطوارئ في محافظة الحديدة لمواجهة انتشار حمى الضنك والملاريا.

المتوكل أقرّ بأنَّ نصف مليون شخص في مختلف مديريات المحافظة مهددون بالإصابة بحمى الضنك والملاريا، وقال إنّ أكثر المديريات التي تشهد انتشارًا كبيرًا للحمى هي مديرية الجراحي، حيث وصل عدد الوفيات إلى 25 شخصًا فضلًا عن ألفي مصاب بالمرض.

وقبل أيام، كشفت منظمة الصحة العالمية عن وجود 1991 موقع ترصد وتبليغ إلكتروني عن 28 مرضًا وبائيًّا فتاكًا في اليمن، مشيرة إلى أنّها تلقّت أكثر من 78 ألف بلاغ عن أمراض في اليمن، منذ مطلع العام 2019.

وقالت المنظمة الأممية: "في بيئة محفوفة بالتحديات التشغيلية والأمنية، يعتبر توسيع نطاق النظام الإلكتروني للإنذار المبكر للأمراض في اليمن انجازا هاما، حيث يهدف لاكتشاف الأمراض الوبائية والتبليغ عنها والاستجابة لمواجهتها سريعًا".

وأضافت في بيان: "على الرغم من الصراع الدائر في اليمن تستمر منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع البنك الدولي من خلال مشروع الصحة والتغذية الطارئ بتجديد وتوسيع نطاق النظام وتحويل جميع أنظمة الترصد الروتينية إلى إلكترونية".

وجاء في البيان: "يتم توسيع نطاق النظام من خلال إضافة مواقع ترصد جديدة كل عام لتغطية المزيد من المناطق حول اليمن وحماية الناس من تفشي الأمراض التي قد تؤدي إلى الوفاة".

ولفت البيان إلى أنه يوجد حاليًّا 1991 موقع ترصد يعمل على الرصد والتبليغ إلكترونيًّا عن 28 مرضًا وبائيًّا فتاكًا مثل الكوليرا وحمى الضنك والنزفية الفيروسية والحصبة والسعال الديكي وشلل الأطفال".

وبحسب البيان، تقدم أكثر من 90% من مواقع الترصد تقارير دقيقة وسريعة، ما يعزز من القدرة على الوقاية من الأمراض المعدية في المجتمع ويساعد على حماية النظام الصحي المتدهور باليمن، وفي 2019 تم استلام 78 ألفًا و11 بلاغًا عن الأمراض من خلال نظام الترصد.

وضمن اعتداءاتها على القطاع الصحي ومن أجل مضاعفة الأزمات أيضًا، فرضت المليشيات الحوثية إتاوات على مكافحي الأوبئة، حيث لا تزال نسبة كبيرة من السكان لا يزالون عرضة للوفاة، وذلك على الرغم من التدخلات الأممية في أغلب المناطق، من أجل السيطرة على الأوبئة المختلفة.

وعن طريق القيادات المحلية في محافظة الحديدة، أعاقت المليشيات الحوثية عملية مكافحة حمى الضنك عن طريق عرقلة نزول الفرق، واشتراط الحصول على جزء من المبالغ المالية المخصصة للمشروع.