عاصمتكم ليست عدن.. الحقيقة الغائبة عن إخوان الشرعية
على مدار سنوات الحرب العبثية، برهن حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المخترِق لحكومة الشرعية، أنّه يتخذ من شعارات الحرب وحالتها العابثة من أجل إطالة أمد نفوذه، وقد نالت العاصمة عدن نصيبها من هذا المخطط.
حزب الإصلاح، ومليشياته الإخوانية الإرهابية، تسبّب في عرقلة حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات الحوثية، بعدما سلّم الانقلابيين مواقع استراتيجية وجمَّد جبهات أخرى، مدعيًّا وقوفه إلى جانب التحالف وعمله على محاربة الانقلابيين.
في الوقت نفسه، صوّبت المليشيات الإخوانية "بنادق إرهابها" صوب العاصمة عدن، محاوِلة احتلالها وفرض السيطرة عليها، متناسيةً أن معركتها صوب صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية، إلا أنّ إخوان الشرعية عملوا على إفشال التحرُّك صوب صنعاء.
وفيما تناسى "الإصلاح" أنّ معركته يُفترض أن تكون إلى صنعاء، فقد غرس الحزب الإخواني عناصرَ إرهابية في العاصمة عدن ومناطق جنوبية أخرى، استهدفت زرع الفتنة في الأراضي الجنوبية، وقد استعرت هذه الحالة أكثر في الفترة الأخيرة، لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الجاري، بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية.
ومثّل الاتفاق، هزيمة سياسية ساحقة لـ"الإصلاح"، فقد عمل الحزب الإخواني على محاولة إفشال هذا المسار بأي طريقة، وذلك من خلال تحركات عسكرية في أراضي الجنوب، مثّلت انقلابًا وتمرُّدًا على بنود اتفاق الرياض.
وجود حكومة الشرعية في العاصمة عدن يمثّل أمرًا مؤقتًا، بحسب الكاتبة والباحثة نورا المطيري، التي أكّدت أنّ عدن تستضيف حكومة الشرعية لفترة مؤقتة لحين تحرير صنعاء.
وغرَّدت المطيري عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "بكلمتين لا ثالث لهما: عدن تستضيف الشرعية لفترة مؤقتة، لحين تحرير صنعاء. ضيف وبيده سيف".
بنظرة عامة، يمكن القول إنَّ اتفاق الرياض أرسل رسالةً صريحةً واضحة وأخيرة إلى حزب الإصلاح وكل قوى ونخب الشمال أنّ الحرب على الحوثيين وجهتها صنعاء وليس عدن أو أي محافظة جنوبية.
وبينما كان الجنوبيون يقاتلون قتال الأبطال رافعين راية الجنوب ورايات التحالف العربي وبخاصةً السعودية والإمارات وحقَّقوا نجاحًا مبهرًا لهم وللتحالف معًا، في الوقت نفسه، كان حزب الإصلاح والقوى المتحالفة معه يمارس سياسة منفصمة الأفعال عن الأقوال، ورفع شعار "قادمون يا صنعاء" بينما كانت هذه القوى تضمر فعلًا آخر على الأرض وهو التخاذل عن مواجهة الحوثيين مقابل حرب شرسة بكل الوسائل لسرقة وتمييع نصر الجنوب وإعادته إلى مربع ما قبل ٢٠١٥، حسبما قال الخبير العسكري العميد الركن ثابت حسين صالح.