الحوثي يكتوي بنار الخوف.. شرارة الانتفاضة تقترب من صنعاء
تعاني المليشيات الحوثية حالة من الرعب ظهرت إلى العلن في أعقاب إلقاءها الاتهامات على جهات خارجية زعمت إنها تسعى لتأجيج الشارع ضدها، ما يبرهن على أن العناصر المدعومة من إيران أدركت أن الشارع أضحى مستعداً للخروج في مظاهرات ضدها تمهيداً للإطاحة بها على غرار الانتفاضة التي يشهدها العراق ولبنان وطالت إيران ذاتها.
واكتوت المليشيات الحوثية بنيران الخوف والرعب، بعد أن استخدمت أدوات التخويف والترهيب ضد المواطنين العزل في صنعاء، والآن تجد المليشيات نفسها تحت رحمة الشارع لا تملك سوى التحذير واستعراض قوتها الزائفة في محاولة لإثناء المواطنين عن التظاهر ضدها.
ويرى مراقبون أن تطورات الأوضاع خلال الأيام الماضية وإقدام شخصين على حرق نفسهما نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية وعدم القدرة على تحمل مزيد من الإهانات والظلم، يبرهن على أن صنعاء لن يكون مستقبلها بعيداً عما يجري حالياً في بغداد وبيروت.
اعتقلت مليشيا الحوثي اليوم الأحد، بعض المواطنين بمحافظة صنعاء؛ لمنع تنظيم أية فعاليات ضدها، وبحسب مصادر محلية فإن مليشيا الحوثي اقتحمت بعض المنازل واعتقلت عقال حارات وتجار.
ونوهت إلى وصول تعزيزات عسكرية تابعة للحوثيين إلى محافظة صنعاء، حيث توزعت على المربعات الأمنية ونقاط التفتيش، وشددت مليشيا الحوثي من قبضتها الأمنية خلال اليومين الماضيين داخل صنعاء، لتخوفها من حدوث انتفاضة شعبية بسبب الظروف الاقتصادية.
فيما اعترفت مليشيا الحوثي بشكل رسمي بخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية ضدها في صنعاء خلال الأيام المقبلة، وأصدرت وزارة الداخلية التابعة للمليشيات في صنعاء، بياناً زعمت فيه أن أجهزة استخبارات خارجية كلفت ضباطها للقيام بأعمال تخريبية وتأجيج الشارع ضدها؛ مستغلةً الأوضاع الاقتصادية.
وقال بيان لوزارة الداخلية الحوثية، إنها ضبطت خليتين تعملان تحت إشراف من قالت عنهم ضباط أجهزة الاستخبارات الخارجية، وشدد البيان على أنها ستتعقب بدقة بالغة ويقظة مرتفعة تحركات ما وصفتها بالخلايا.
وتلجأ عادةً مليشيا الحوثي إلى مثل هذه المسرحيات، فقد سبق وأن اعتقلت ناشطين في احتجاجات سابقة وأجبرتهم على الاعتراف بأنهم على علاقة بالتحالف.
فيما سبق البيان الحوثي قيام المليشيا باستعراض عسكري اليوم الأحد في شوارع وأحياء صنعاء في محاولة منها لإرهاب المواطنين بالتزامن مع ذكرى انتفاضة ديسمبر 2017 التي قتل فيها الرئيس صالح، حيث تخشى مليشيا الحوثي من اندلاع شرارة الانتفاضة الشعبية في هذه الذكرى.
وعلم "المشهد العربي" بصدور تعليمات أمنية مشددة بمراقبة الوضع العام والتصدي لأي تحريض ضد المليشيات عبر نشر الجواسيس في وسائل النقل وجامعة صنعاء، ومراقبة وسائل التواصل والناشطين والسياسيين المناهضين لهم.
وتجنباً لاندلاع المظاهرات من أوساط الفئات الشبابية والطلاب، عززت مليشيا الحوثي من تواجد قواتها وعناصرها المخابراتية في جامعة صنعاء، بغرض تشديد الرقابة على الطلاب.
وبحسب مصادر محلية في جامعة صنعاء فإن العناصر المدعومة من إيران كثفت من عناصرها التجسسية والاستخبارية بعد ورود معلومات لها عن دعوات وسط الطلاب بالتظاهر ضدها، أصدرت تعليمات لعناصرها في جامعة صنعاء بمراقبة تحركات الطلاب، ووضع قائمة بأسماء الطلاب الذين يحرضون ضدها.
وأشار المصدر ذاته، إلى أن مليشيا الحوثي استدعت الاتحاد الطلابي الذي أنشأته في الجامعة وطالبته بالمساهمة في عملية الرقابة على الطلاب والإبلاغ عن أي تحركات أو دعوات مناهضة للمليشيا.
ولفت إلى أن القيادي الحوثي القاسم عباس المُعين من المليشيا رئيساً لجامعة صنعاء عقد اجتماعاً الأسبوع الماضي ضم أكاديميين وطلاب موالين للمليشيا ناقش فيه الإجراءات الخاصة بمنع أي تحركات طلابية.