بين حاجة المليشيات للسلام ورغبة إيران في الحرب.. الحوثي يرتبك
تعاني المليشيات الحوثية حالة من الارتباك الواضحة نتيجة رغبة عناصرها في الاتجاه نحو السلام، تحديداً بعد الخسائر المتتالية التي تلقتها في جبهات الضالع والحديدة، وتخوفها من مصير حكومات العراق ولبنان، فيما تسعى إيران إلى توظيف المليشيات كرأس حربة بالنسبة إليها في ظل تعرض أذرعها في بغداد وجنوب لبنان إلى انتكاسات متعددة على إثر الغضب الشعبي من أدوار طهران التخريبية بالمنطقة.
وظهر الارتباك الحوثي واضحاً بعد أن أبدت المليشيات رغبتها العلنية في السلام وأعلنت وقف استهداف المملكة العربية السعودية، قبل أن تعاود التصعيد مرة أخرى خلال الأيام الماضية قبل ساعات من زيارة المبعوث الأممي إلى صنعاء، الأسبوع الماضي، إذ استهدفت مقر الحكومية في الحديدة.
للمرة الثانية في أقل من 24 ساعة، جددت مليشيا الحوثي الموالية لإيران، هجومها على مواقع القوات المشتركة في الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه جنوب محافظة الحديدة، وقالت مصادر عسكرية ميدانية في الجاح، إن المليشيا استهدفت مواقع القوات المشتركة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة بشكل مكثف ومتواصل منذ صباح اليوم الأحد.
وجددت ميليشيات الحوثي تصعيدها وخروقاتها للهدنة الأممية، أمس السبت، في جبهات ومناطق جنوب محافظة الحديدة غرب اليمن، وشن الانقلابيون عمليات استهداف على مواقع متفرقة للقوات المشتركة في مديرية الدريهمي. وبحسب المركز الإعلامي لألوية العمالقة، فقد فتحت الميليشيات نيران أسلحتها المتوسطة الرشاشة بشكل مكثف على مناطق شرق الدريهمي.
وكشفت مصادر ميدانية عن رصد تجمعات لعشرات المسلحين الحوثيين يتضمن عشرات الآليات العسكرية، في حي منظر جنوب مدينة الحديدة، وتزامنت تعزيزات مليشيا الحوثي لمسلحيها إلى أطراف مدينة الحديدة مع عمليات استهداف شنتها على حي منظر بمختلف أنواع الأسلحة .
واعتبرت مصادر حكومية استمرار التعنت والمماطلة من قبل ميليشيات الحوثي في تنفيذ أي التزام بموجب اتفاق ستوكهولم منذ توقيعه في ديسمبر من العام الماضي برعاية الأمم المتحدة، تأكيدا على عدم جديتها في المضي نحو تحقيق السلام وتحدي الجهود الأممية والدولية، وشددت المصادر ذاتها على استماتة الحوثيين في محاولة تجزئة تنفيذ الاتفاق بشأن الحديدة وتغاضي الأمم المتحدة عن ذلك يعد تهديدا لمسار السلام المقترح.
ووصفت المصادر الحكومية التصعيد والخروقات التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية خلال الأيام الماضية، بما في ذلك استهداف مقر الفريق الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار ومستشفى أطباء بلاحدود، بأنها "غير مبررة ويجب إدانتها بكل صراحة ووضوح".