الإصلاح يضاعف انتهاكاته في تعز متأثراً بهزائمه في الجنوب
ضاعفت مليشيات الإصلاح من انتهاكاتها ضد أبناء محافظة تعز، ومن المرجح أن تكون تلك الانتهاكات قد طالت قائد اللواء 35 مدرع، العميد الركن عدنان الحمادي، والذي استشهد اليوم الاثنين، بعد أن تعرض لإطلاق نار أمام منزله بمنطقة بني حماد بمديرية المواسط جنوبي تعز، ما أدى لإصابته بجروح خطيرة في الرأس والصدر.
وتشهد تعز حالة غليان شعبي ترافقت مع موجة من الاحتجاجات على ممارسات الإخوان للفساد المالي والإداري على نطاق واسع والتضييق على الحريات واستخدام عصابات مسلحة لجبي الأموال ونهب الممتلكات العامة والخاصة فيما وصف بأنه تكرار للنموذج الحوثي في المناطق الخاضعة لسلطة الانقلاب.
وتشير تقارير إعلامية وحقوقية إلى قيام قيادات عسكرية وأمنية وقبلية محسوبة على الإصلاح بعمليات نهب طالت منازل وأراضي المئات من المواطنين ورجال الأعمال والمغتربين اليمنيين في الخارج تحت سمع وبصر السلطات المحلية والأمنية.
وبرأي مراقبون فإن إعادة مليشيات الإخوان لقائد محور تعز السابق الإرهابي خالد فاضل إضافة إلى تكثيف الإخوان لتحشيد عناصرهم في مؤسسات الجيش والأمن، مؤشر على سعي التنظيم إلى الهيمنة الكاملة على المحافظة بعد أن تلقى خسائر فادحة في محافظات الجنوب، فيما يحاول أن يبحث عن موطأ قدم بعيد عن تكثيف رقابة التحالف العربي على تنفيذ بنود اتفاق الرياض.
وقبل أيام رصدت صحيفة العرب اللندنية، نقلاً عن مصادر سياسية، تأكيدها استمرار حزب الإصلاح الإخواني في المضي قدما في مشروع السيطرة على مفاصل السلطة في المحافظة الأكثر سكانا.
وحسب مصادرها فإن حزب الإصلاح الإخواني في تعز، منح أكثر من 300 رتبة عسكرية للعناصر التابعة له في محور تعز، باستثناء لواء مدرع لا يخضع لسلطة مليشيا الإخوان، وكشفت الصحيفة عن استمرار الإصلاح في فتح معسكرات لتدريب مليشيا الإخوان الإرهابية بإشراف من الإخواني الإرهابي الموالي لقطر حمود المخلافي.
وأشارت إلى إصدار مدير أمن تعز الموالي للإخوان، 17 قرارا بتعيينات في إدارات أمن وأقسام شرطة في مختلف مديريات المحافظة اقتصرت على تعيين موالين لحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي.
ونتيجة لتلك الأوضاع شهدت المحافظة، يوم السبت الماضي، حادثاً مأساوياً، إذ أصيب طفل بعيار ناري، خلال اقتحام عناصر للشرطة العسكرية، التابعة لمليشيا الإخوان، قسم العوائل في أحد مطاعم مدينة تعز.
وقال شهود عيان إن أفراداً من الشرطة العسكرية، أطلقوا النار بشكل عشوائي أثناء اقتحامهم مطعم الشميري، بحثاً عن شخص تجمعهم به خصومة، ما أسفر عن إصابة طفل عمره 13 سنة، خلال تناوله طعامه بصحبة والدته في المطعم.
وغادرت المليشيا، مسرح الحادثة، دون إسعاف الطفل الجريح، رغم مناشدة والدته نقله إلى أقرب مستشفى في المنطقة، وأثار الحادث حالة فزع وهلع بين مرتادي المطعم، بينما لم يتمكن الشهود من معرفة هوية الطفل.
وتشهد محافظة تعز تراجعا كبيرا في الوضع الأمني، وسط زيادة مطردة في معدلات الجريمة بسبب سيطرة مليشيا الإخوان عليها.
وفي الوقت الذي جمّد فيه حزب الإصلاح الحرب على المليشيات الحوثية تأكيدًا على علاقات التقارب والتنسيق بين هذه الفصيلين الإرهابيين، فقد ارتكب العديد من الانتهاكات التي تستهدف السكان في المناطق الخاضعة لسيطرته.
وسبق أن أكدت تقارير محلية ودولية بما فيها تقرير خبراء الأمم المتحدة، ارتكاب المليشيات الإخوانية جرائم وانتهاكات جسيمة بحق المواطنين، ومن بينها عمليات اغتصاب للأطفال، قتل خارج القانون، وسجون سرية.
وكانت المليشيات الإخوانية قد أقدمت مطلع الشهر الجاري، على اختطاف والدة الطفل "إيهاب" الذي تعرض للاغتصاب وأجبرتها على تسجيل إنكار لحديثها السابق عن تعرض ابنها للاغتصاب.
اختطاف الأم، جاء بعد أسبوع من اختطاف الطفل نفسه الذي تعرض للاغتصاب وأجبرته المليشيات الإخوانية على إنكار اتهامه لهم باغتصابه، حيث تم تسجيل مقطع فيديو للطفل فيه اتهام لأحد النشطاء بتزوير ما قالته والدته.