حرب الخدمات ضد الجنوب.. فساد إخواني ينخر في اتفاق الرياض

الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 14:02:00
testus -US

بعدما فشل حزب الإصلاح الإخواني، عبر مليشياته الإرهابية، في النيل من الجنوب عسكريًّا وأُجهِضت مؤامراته المسلحة، لجأ الحزب بفعل سيطرته على حكومة الشرعية إلى افتعال الكثير من الأزمات في مناطق الجنوب بغية تأزيم الأوضاع الحياتية أمام الجنوبيين.

هذه السياسة الإخوانية تجلّت أكثر في مرحلة ما بعد اتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، فإذا كانت هذه الخطوة تضبط مسار الحرب وتعيد هيكلة القوات الأمنية والعسكرية، وهو ما يُمثّل ضربة قاسمة لـ"الإصلاح" ومؤامراته، فقد لجأ الحزب الإخواني لما تعرف بـ"حرب الخدمات".

الحرب الإخوانية كان لها بعض الأثر في معاناة الجنوبيين فيما يتعلق بقطاعات مهمة، تتعلق بحياة المواطنين بشكل مباشر، سواء في الغذاء أو المياه أو الكهرباء، حيث استغل "الإصلاح" سيطرته على هذه القطاعات الحكومية من أجل إثارة الكثير من النعرات في الجنوب، عبر آلة فساد بشعة.

يتفق مع ذلك المحلل العسكري العميد خالد النسي الذي يتهم حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا بتعمُّد ما أسماه "تجويع الجنوبيين" منذ عودتها إلى العاصمة عدن في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض في العاصمة السعودية.

النسي يقول في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "الحوثي والإخوان أصبحا معسكرًا واحدًا ضد الجنوب، والحكومة تمارس الفساد وتتعمد تجويع الشعب في الجنوب منذ عودتها الى العاصمة عدن بعد اتفاق الرياض".

ويضيف المحلل العسكري: "‏الضالع تقدم الشهداء كل يوم في مواجهات مع الحوثي، والإخوان يحشدون نحو الجنوب.. أصبح الإخوان والحوثي معسكرا واحدا ضد الجنوب والحكومة تمارس الفساد على أبشع صورة وتتعمد تجويع الشعب ومنذ عودتها إلى عدن والمشاكل الخدماتية والأمنية تزداد.. يجب وضع الحلول قبل فوات الأوان".

لا يمكن فصل "حرب الخدمات" التي تشنها حكومة الشرعية الخاضعة لسيطرة أو اختراق "الإصلاح"، عن المحاولات المستميتة التي يُجريها هذا الحزب من أجل إفشال اتفاق الرياض، وذلك لقناعة هذا الفصيل الإخواني بخسائره الضخمة على الصعيدين السياسي والعسكري من هذا الاتفاق.

سياسيًّا، فإنّ الاتفاق يقضي بتشكيل حكومة جديدة ستكون خالية من حزب الإصلاح، بعدما سيطر هذا الحزب على حكومة الشرعية وحوّلها لما تُشبه معسكرات إرهابية.

في الوقت نفسه، فإنّ الاتفاق يحمل أهميةً كبيرةً فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما شوَّه حزب الإصلاح مسار هذه الحرب، وارتمى في أحضان الانقلابيين، وهو ما أخّر حسم التحالف العربي للحرب على المليشيات، بعدما سلّمها حزب الإصلاح مواقع استراتيجية وجمَّد جبهات أخرى.