ترتيب البيت الجنوبي.. ملحمة سياسية على طريق استعادة الدولة
تمر الاستراتيجية الجنوبية نحو تحقيق حلم الشعب الأعظم المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط بالعديد من المحطات المهمة، سواء على الجانب السياسي أو الجانب العسكري.
ترتيب البيت الداخلي يعتبر أحد أهم المحطات التي يمر بها المشروع الجنوبي بغية نجاح قضية الشعب العادلة، حتى أنّ ترتيب هذا البيت لا يقل عن البطولات العسكرية التي تقدمها القوات الجنوبية فيما يتعلق بدحر الأعداء والتصدي للمؤامرات الشريرية التي تُحاك ضد الجنوب.
يتفق مع ذلك الناشط السياسي أبو وليد الغامدي، الذي يؤكّد أنّ ترتيب البيت الجنوبي لايقل أهمية عن المعارك بالجبهات ضد عدو الجنوب.
ويقول الغامدي في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "ترتيب البيت الجنوبي لا يقل أهمية عن المعارك بالجبهات ضد عدو الجنوب، قد تصدر قرارات من الرئيس عيدروس الزبيدي لا تعجب أصحاب العاطفة لكنها ضرورية في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ الجنوب".
ويضيف: "طي صفحة الماضي بما فيها من جراح وأحزان وآهات واجب على كل جنوبي الآن وفتح صفحة جديدة من أجل الوطن".
وبالنظر إلى المحطات الفارقة التي تمر بها القضية الجنوبية العادلة، فإنّ إحدى هذه المحطات هو التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي، وهي خطوة استهدفت في المقام الأول ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما تعرّضت بوصلة الحرب للتشويه من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.
وفيما حقّق اتفاق الرياض الكثير من المكاسب السياسية للقضية الجنوبية فيما يتعلق بإعادة القضية الجنوبية إلى الواجهتين الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى الاعتراف بالمجلس الانتقالي ممثلًا شرعيًّا للشعب الجنوبي وقضيته العادلة، فإنّه ذلك أنّ ما بعد الاتفاق لن يكون كما قبله.
داخليًّا، فإنّه يتوجب ترتيب البيت الجنوبي بما يتماشى مع الاستراتيجية السياسية الجنوبية وفقًا لاتفاق الرياض، على النحو الذي يضبط المسار الجنوبي نحو الحلم الأكبر المتمثل في استعادة الدولة وفك الارتباط.
وإدراكًا لأهمية ذلك، فقد أكّد المجلس الانتقالي، باعتباره الممثل الشرعي والوحيد للقضية الجنوبية، في أكثر من مناسبة، العمل على إنجاح اتفاق الرياض، بما يعني التصدي الحازم لكافة العراقيل التي يزرعها أعداء الجنوب والتحالف العربي على حد سواء، لا سيّما عبر المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.
وأصبح الاستهداف الإخواني للجنوب لا يقتصر على أعمال عسكرية وحسب، بل يشمل كذلك زرع مكونات في الداخل، تدعي انتماءها للجنوب وقضيته، لكنّها في الحقيقة تنفّذ أجندة معادية للجنوب، تخدم في المقام الأول المليشيات الإخوانية.