الطائفية الداعشية تحكم.. لماذا أغلق الحوثيون مقاهي صنعاء؟
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، لم تتوقّف عن الممارسات التي تشكف عن وجهها الطائفي، الذي لا يختلف كثيرًا عن "الوجه الداعشي".
ففي خطوة حوثية جديدة، أقدمت المليشيات في محافظة صنعاء، على إغلاق عددٍ من المقاهي؛ بذريعة منع الاختلاط.
وخلال اليومين الماضيين، شنّت المليشيات الحوثية حملات واسعة بمناطق متفرقة من أمانة صنعاء، وأغلقت عددًا من المقاهي تحت مبررات واهية، منها منع الاختلاط، معتبرين وجودها من أسباب تأخير النصر، حسب زعمهم.
كما أغلقت المليشيات بيت المعرفة في حي نواكشوط بصنعاء، والذي يضم بداخله مقهى ومكتبة وقاعة للاحتفالات وذلك بذريعة منع الاختلاط.
هذه الممارسات ليست جديدة على الحوثيين، فقد اعتادت المليشيات خلال السنوات الماضية، التضييق على السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مستخدمةً في ذلك طائفية بشعة، استوردتها من إيران.
كما يسهل للمُطّلع على أدبيات الجماعات المتطرفة أن يرى أوجه التشابه العديدة التي تجمع بين مليشيا الحوثي الانقلابية وتنظيم داعش الإرهابي، سواء من حيث الجرائم العنيفة التي ترتكبها أو القرارات المتشددة التي تحاصر بها المجتمع الخاضع لسيطرتها القهرية.
وفيما تشبه إجراءات داعشية، أصدرت وزارة التعليم العالي في حكومة الانقلابيين غير المعترف بها، قبل أسابيع، تعليمات مشددة إلى الجامعات الحكومية والخاصة بخصوص لباس الطالبات.
مصادر أكاديمية في صنعاء قالت لـ"المشهد العربي"، إنَّ التعليمات الحوثية الجديدة نصّت على إلزام الطالبات بـ"عدم لباس البالطوهات المفتوحة أو القصيرة ومنع إظهار جزء من شعر الرأس ومنع الملابس الضيقة".
وأضافت المصادر أنّ مليشيا الحوثي طالبت الجامعات بفرض قيود على الطالبات ومنع الاختلاط، وحذّرت بأنّها ستنفذ عمليات تفتيش مفاجئة على الجامعات لضبط المخالِفات واتخاذ الإجراءات العقابية ضدهن.
إجمالًا، ارتكبت المليشيات الحوثية كثيرًا من الجرائم شبيهة بتلك التي ترتكبها تنظيمات إرهابية مثل داعش والقاعدة، وتستهدف الأطفال والنساء على وجه التحديد.
وسبق أن عرض حقوقيون خلال ندوة بالأمم المتحدة في إطار أعمال الدورة 42 لمجلس حقوق الإنسان، أدلةً على تطابق منهجية مليشيا الحوثي وتنظيم داعش، مثل تجنيد الأطفال والزج بهم في المعارك واستخدامهم كدروع بشرية عندما تلحق بهم الهزائم.
وتناولت منهجية التنظيمين في غرس خطاب الكراهية والطائفية وهتافات الولاء، وتوثيق عملياتهم الإرهابية وإتباع النهج الإعلامي للشهرة ورفع معنويات عناصرهم المجرمة واللجوء لعقاقير الهلوسة وغسل الأدمغة وإقناع الأطفال المجندين بأنهم يقاتلون اليهود والنصاري، وأنهم سيحصلون علي صك لدخول الجنة في حالة سقوطهم قتلى في المعارك.