تعزيز عسكري وترهيب إعلامي.. قمع حوثي مضاعف لوأد الانتفاضة
اتخذت المليشيات الحوثية إجراءات شديدة القمع في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بغية وأد أي احتجاجات ضدها، على غرار المظاهرات التي تسود في العراق ولبنان وإيران.
المليشيات شدَّدت إجراءاتها الأمنية على مداخل صنعاء، ونشرت نقاط تفتيش في الحارات، واستخدمت أسلوب الترهيب عبر وسائل الإعلام التابعة لها؛ تحسبًا لأي مشاركة في مظاهرة أو تجمع أو مسيرة، سواء كانت مطلبيةً أو سياسية.
وأكّدت المليشيات أنّها ستواجه أي تحرك احتجاجي ضدها وستعده ضمن الخيانة العظمى، حيث أطلق الحوثيون حملة اعتقالات سمتها "احترازية" ضد النشطاء والعناصر "المؤتمرية" أو الذين كانوا سابقًا من نشطاء حزب المؤتمر، كما وجهوا مسؤولي الحارات بالرفع بأسماء المشتبه بوفائهم للرئيس السابق الراحل علي عبد الله صالح أو الذين لا يزالون غير مقتنعين بالتعاون مع سلطة الحوثيين وكل المعارضين لسياسة المليشيات.
وقالت مصادر محلية إنّ هذه الخطوة هدفت إلى ترهيب السكان وإيجاد ذرائع لاختطاف وحجز المعارضين، والتغطية على كل انتهاكاتهم ضد المدنيين، لا سيّما تجاه المعارضين.
وضمن الإجراءات الحوثية أيضًا، وصلت تعزيزات عسكرية تابعة للمليشيات إلى عدد من مديريات أمانة صنعاء، ووزّعت عناصرها على مربعات أمنية ونقاط تفتيش وأماكن أخرى متفرقة من المدينة وسط حالة من الرعب في أوساط قيادتها.
ويعاني الحوثيون حالةً من الرعب ظهرت إلى العلن في أعقاب إلقائها سيلًا من الاتهامات على جهات خارجية زعمت أنها تسعى لتأجيج الشارع ليثور ضدها، مما يبرهن على أن المليشيات باتت تعي جيدًا أنّ الشارع أضحى مستعدًا للخروج في احتجاجات ضدها تمهيدًا لإطاحتها على غرار الانتفاضة التي يشهدها لبنان والعراق وطالت إيران نفسها.
وكانت المليشيات قد وظَّفت خطباء الجمعة في المساجد بالمناطق الواقعة تحت سيطرتها، للتحذير خلال الخطبة من إشعال احتجاجات ضد الانقلابيين.
وبتحريض من الحوثيين، عمل خطباء الجمعة على بث الخوف في قلوب الناس من الخروج مع مظاهرات، وقالوا إنَّ "الوضع لا يحتمل المزيد من الثورات وسفك المزيد من الدماء"، كما لم تخلُ الخطبة من بث تحذيرات مباشرة وصريحة، حيث قال الخطباء إنّ "أي خروج سيواجه بيد من حديد ولن يتم التراخي كما كان الوضع في السابق".
تصعيد الخطاب ضد الاحتجاجات من قِبل خطباء الجمعة تزامن مع دعوات على مواقع التواصل الاجتماعي للخروج في احتجاجات ضد الحوثيين.
وتعيش المليشيات الحوثية حالة قلق وتوجس غير مسبوقة، وذلك بسبب الغضب الشعبي منها جرّاء ما وصل إليه حال السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها من جانب، بالإضافة إلى تفاقم الاحتجاجات في العراق ولبنان وإيران، حيث تتخوّف المليشيات من وصول هذه الحالة إليها.
وتعبيرًا عن هذه المخاوف، أصدرت المليشيات، ممثلة في وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بحكومة الانقلابيين غير المعترف بها، قرارات وإجراءات غير معلنة، تقضي بقطع الإنترنت والمكالمات الدولية في حال اندلعت احتجاجات ضدها في ديسمبر.