تعزيزات مسلحة نحو الدريهمي.. قنابل حوثية على طريق السلام
فيما يوجه الحوثيون رسائل سياسية خادعة حول جنوحهم نحو السلام، تواصل المليشيات تحركاتها المسلحة التي تُجهِض فرص التوصل إلى سلام على الأرض، يوقف معاناة المدنيين، وهي معاناة شديدة البشاعة تسبّب فيها الانقلابيون.
ميدانيًّا، دفعت مليشيا الحوثي بتعزيزات كبيرة نحو مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة، ضمن سلسلة خروقاتها للهدنة الأممية في إطار تصعيدها العسكري.
وذكرت مصادر عسكرية ميدانية أنّها رصدت تحركات لمجاميع مسلحة دفعت بها مليشيات الحوثي نحو مناطق شرق الدريهمي لتعزيز مواقعها .
وأضافت المصادر أنّ المليشيات استقدمت تعزيزات ضخمة تتضمن أطقم وآليات عسكرية تحمل أسلحة ثقيلة ومتوسطة مختلفة، أعقب ذلك استهداف المليشيات لمناطق شرق الدريهمي بالأسلحة الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 وبسلاح عيار 12.7 وبسلاح معدل البيكا.
التحركات الحوثية تقلِّل من فرص إحلال السلام، لا سيّما بعد مرور عام كامل على توقيع اتفاق السويد، الذي نُظر إليه بأنّه خطوة أولى على طريق إنهاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات في صيف 2014.
وأسفرت الخروقات الحوثية في محافظة الحديدة خلال عام على اتفاق السويد عن مقتل وإصابة 2400 شخص منذ توقيع الاتفاق في الثامن عشر من ديسمبر الماضي.
وارتكبت المليشيات الحوثية أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق المدنيين، حيث تعددت وسائل الإجرام وتنوعت أساليب الخروق والانتهاكات بحق المدنيين منذ اللحظات الأولى لدخول الهدنة الأممية حيز التنفيذ وحتى اللحظة الراهنة.
المليشيات قامت باستهداف وقصف المدن والأحياء السكنية ومنازل السكان في الحديدة بمختلف القذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولم تقتصر جرائم المليشيات على ذلك بل عمدت إلى الاستهداف المباشر للمواطنين وزرع حقول الألغام المنتظمة والعشوائية والعبوات الناسفة في الطرقات العامة والفرعية ومزارع المواطنين، وهو ما تسبب في سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى المدنيين في مختلف مديريات محافظة الحديدة.
ومع اكتمال عام منذ بدء الهدنة، زادت معاناة أبناء الحديدة ولم تستطع حمايتهم من بطش وإجرام ميليشيات الحوثي، حيث بلغت حصيلة إجمالي عدد القتلى من المدنيين منذ 217 شخصًا وعدد الجرحى 2152 جريحًا معظمهم من النساء والأطفال.
ومع توالي الجرائم والانتهاكات الحوثية، لا يزال المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.