كذبة مفضوحة لتحسين صورة الشرعية.. مراوغة إخوانية فضحتها حكمة أرسطو
"الكذابون خاسرون دائمًا، ولا سيّما أنّ أحدًا لا يصدقهم حتى ولو صدقوا".. عندما أدلى الفيلسوف اليوناني الشهير أرسطو بهذه القول المأثور قبل آلاف السنوات ربما كان يعتقد أنّ أناسًا كانوا سيكذبون، ثم يكذبون، فيصدقون أنفسهم، ثم يحاولون تمرير كذبهم الفاقع.
ينبطق ذلك على ما أقدمت عليه حكومة تصريف الأعمال في الساعات الماضية، عندما لجأت إلى محاولة إخفاء الحقيقة الفاضحة، وهو ما ورد على لسان المتحدث باسمها راجح بادي الذي ادعى أنّ الحكومة ملتزمةٌ باتفاق الرياض، وحاول ترويج مزاعم بأنّ المليشيات الإخوانية لم تشن عدوانًا على مدينة أحور.
المتحدث باسم الحكومة حاول النفي بوجود أي عملية تحشيد عسكري نحو العاصمة عدن، وادعى أنَّ تحرك القوات التي قدمت إلى محافظة أبين باتجاه عدن هي عبارة عن سرية تابعة للواء الأول حماية رئاسية وفقًا للاتفاق.
تصريحات "بادي" تحمل مغالطة صريحة لبنود اتفاق الرياض، حيث ينص على بقاء اللواء الأول حماية رئاسية ولواء لحماية المجلس الانتقالي الجنوبي، ووفقًا لذلك، تمّ الاتفاق في لجنة التفاوض على تحديد قوام وقيادات وهيكل اللواء الأول حماية رئاسية حسب ما كان قائمًا عليه قبل أغسطس 2019.
وتنفيذًا لما سبق، تمّ التوافق خلال اليومين الماضيين على السماح بعودة سرية من اللواء الأول حماية رئاسية لحماية قصر معاشيق تكون من قوام اللواء الأول حماية السابق، إلا أنّ ما حدث هو استقدام قوة عسكرية تنتمي لجماعة الإخوان الإرهابية من مأرب جميع عناصرها من محافظات الشمال، ولا صلة لها باللواء الأول حماية رئاسية، وبعتاد عسكري كبير لا يتفق مع مهام قوة الحماية وهو أمر طالما رفضه وسيرفضه المجلس الانتقالي .
وعلى إثر هذا التصعيد، قام فريق المجلس الانتقالي في اللجنة المشتركة بالرياض بالجلوس مع الأشقاء في المملكة وتقديم الأدلة الثبوتية على أن تلك القوات لا تمت بصلة للواء الأول حماية رئاسية، واستنادًا لذلك تم التوجيه بإيقاف هذه القوات في مدينة شقرة حتى يتم التحقق من هوية عناصرها وتسليحها وما إذا كانت تتبع اللواء الأول حماية رئاسية أم لا.
التكذيب التي حاولت حكومة تصريف الأعمال أن تسوقه يبدو أنّها تحاول من خلاله تحسين صورتها، بعدما أصبحت متورطة أمام التحالف العربي بتعمّد إفشال اتفاق الرياض، وذلك لأنّ حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، المسيطر على هذه الحكومة، يدرك جيدًا الخسائر الكبيرة التي تلاحقه جرّاء هذا الاتفاق على الصعيدين السياسي والعسكري في المرحلة الراهنة.
ولعل ما يبرهن على هذا السيناريو المفضوح لحكومة تصريف الأعمال، هي تلك الوثيقة المتداولة التي كشفت عن صدور أوامر من قيادة التحالف العربي في العاصمة عدن إلى القوة العسكرية التابعة لمليشيا الإخوان التي وصلت إلى مدينة شقرة بالانسحاب سريعًا.
وتوعدت قيادة التحالف، بالتعامل على الأرض وتوجيه ضربات إلى تلك القوة حال رفضها أوامر الانسحاب.
إزاء ذلك، حاولت حكومة تصريف الأعمال تحسين صورتها لا سيّما أمام التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، بعد فضح العراقيل الإخوانية لاتفاق الرياض، وهو أمرٌ لا يمكن أن ينطلي على التحالف، الذي يتمسّك بإنجاح الاتفاق نظرًا لأهميته فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.