تصعيد الجبهات.. نسف حوثي لمسار السلام الهش
السبت 7 ديسمبر 2019 16:09:04
بينما يرسل الحوثيون رسائل بين حينٍ وآخر، تدعي جنوحهم نحو السلام، فإنّ المليشيات تواصل التصعيد العسكري على الأرض، على النحو الذي يُقلِّل من فرص التوصُّل حل سياسي.
ففي الأيام القليلة الماضية، تصاعدت وتيرة خروقات مليشيا الحوثي للهدنة الأممية بشكل مكثف في عدد من مناطق محافظة الحديدة، حيث كثفت تحركاتها العسكرية وهجومها على القوات المشتركة.
مصادر عسكرية قالت إنَّ المليشيات الحوثية استهدفت مواقع القوات المشتركة في التحيتا بقدائف "بي. إم. بي" والأسلحة المتوسطة، كما استهدفت مواقع القوات في منطقتي الجبلية والطور بالأسلحة المتوسطة.
كما استهدفت المليشيات أيضًا عددًا من مواقع القوات المشتركة في منطقة الجاح بمديرية بيت الفقيه، بالأسلحة المتوسطة وقذائف "آر. بي. جي" بشكل مكثف.
في الوقت نفسه، واصلت مليشيا الحوثي اعتداءاتها على منازل السكان بالقصف المدفعي والاستهداف بالعيارات المتوسطة في مدينتي حيس والتحيتا جنوب الحديدة.
وشنَّت المليشيات قصفًا مدفعيًّا بقذائف الهاون على مدينتي حيس والتحيتا، مما تسبب في إلحاق أضرار في منازل السكان وبث الرعب بينهم.
وعقب القصف المدفعي، استهدفت المليشيات منازل السكان بنيران عيارات أسلحتها المتوسطة بكثافة، وقد استخدمت في هذا القصف عيار الـ"دوشكا 12.7".
التصعيد الحوثي يتزامن مع مرور عام كامل على توقيع اتفاق السويد، الذي يمكن القول إنّ المليشيات اتخذته فرصةً لإعادة ترتيب صفوفها ولاستعادة أنفاسها، وهو ما يتجلّى واضحًا في التصعيد العسكري العنيف.
وتواصل المليشيات الحوثية خروقاتها وانتهاكاتها اليومية للهدنة الأممية في الحديدة منذ إبرام اتفاق السويد في ديسمبر من العام الماضي، سعيًّا منها لنسف الهدنة والقضاء على عملية السلام برمتها.
وأسفرت الخروقات الحوثية في محافظة الحديدة خلال عام على اتفاق السويد عن مقتل وإصابة 2400 شخص منذ توقيع الاتفاق في الثامن عشر من ديسمبر الماضي.
وارتكبت المليشيات الحوثية أبشع الجرائم والمجازر الوحشية بحق المدنيين، حيث تعددت وسائل الإجرام وتنوعت أساليب الخروق والانتهاكات بحق المدنيين منذ اللحظات الأولى لدخول الهدنة الأممية حيز التنفيذ وحتى اللحظة الراهنة.
المليشيات قامت باستهداف وقصف المدن والأحياء السكنية ومنازل السكان في الحديدة بمختلف القذائف المدفعية والأسلحة المتوسطة والثقيلة، ولم تقتصر جرائم المليشيات على ذلك بل عمدت إلى الاستهداف المباشر للمواطنين وزرع حقول الألغام المنتظمة والعشوائية والعبوات الناسفة في الطرقات العامة والفرعية ومزارع المواطنين، وهو ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين في مختلف مديريات محافظة الحديدة.
ومع توالي الجرائم والانتهاكات الحوثية، لا يزال المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.