قراءة في مؤامرة الائتلاف.. كيان ميت يحلم الإخوان بإحيائه

السبت 7 ديسمبر 2019 19:39:00
testus -US

يُمثِّل زرع "مكونات مشبوهة"، تدعي انتماءها للجنوب، أحد بنود المخطط الإرهابي الذي يستهدف من خلاله حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي قضية الجنوب العادلة، محاوِلًا تفكيك التكاتف الشعبي الجنوبي خلف القيادة السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي.

حزب الإصلاح الإخواني أقدم على محاولة جديدة من أجل عقد مؤتمر ما يُسمى "الائتلاف الجنوبي"، وهو عبارة عن مكون يضم عناصر تعمل لصالح المليشيات الإخوانية وتخدم أجندتها، عبر الإدعاء بأنّهم يتبعون الجنوب ويدافعون عن قضيته.

إلا أنّ حقيقة هذا المكون سرعان ما افتضح أمرها حيث يعمل على استهداف المجلس الانتقالي والنيل منة التكاتف ورائه، إلا أنّ الوعي الشعبي الجنوبي سرعان ما أجهض هذا المخطط الإخواني المفضوح.

ففي الوقت الذي حاولت فيه المليشيات الإخوانية إشهار هذا الائتلاف المذكور في مدينة سيئون، توافد شباب محافظة حضرموت، صباح اليوم السبت، على المقر إشهار للتنديد بانعقاده.

المليشيات الإخوانية الموالية للمنطقة العسكرية الأولى حاولت استفزاز المحتجين، واعتراض الشباب بمدخل مسابح الماهر بالمنطقة، واعتقلت عددًا من الشباب المحتجين.

وردًا على موجة الاعتقالات، وجَّه شباب حضرموت دعوة لأبناء الوادي لمناصرتهم وإفشال انعقاد وإشهار هذا الائتلاف المزعوم الذي يتزعمه موالون لمليشيا الإخوان، وجناحها في حكومة الشرعية.

كما أفادت مصادر مطلعة بأنَّ شبابًا غاضبين من أبناء حضرموت بمدينة سيئون مزّقوا أمس الجمعة شعارات خاصة بالائتلاف المذكور، وقالت المصادر إنَّ الرفض الشعبي الجنوبي جعل الرافضين لانعقاد الائتلاف يُنزلون شعاراته من على الجدران بمدينة سيئون ويمزقونها.

بدورها، دعت نقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في محافظة حضرموت، منتسبيها كافة إلى تنفيذ وقفة احتجاجية، أمام قاعة الماهر في مديرية سيئون، رفضا لإشهار ما يُسمى "الائتلاف الوطني الجنوبي".

وقالت النقابة - في بيان: "الدعوات لعقد ما يسمى الائتلاف الوطني الجنوبي، في حضرموت، خطوة من قبل جناح الإخوان في حكومة الشرعية".

وأضاف البيان: "مليشيا الإخوان تهدف إلى خلط الأوراق في هذه المرحلة بدعوات مشبوهة لإعاقة مشروعنا الجنوبي، وإعادة متنفذيهم بأشكال جديدة وخصوصا بعد اتفاق الرياض والتوقيع عليه".

في الوقت نفسه، أفادت معلومات مُسرّبة من داخل قاعة الائتلاف بأنّ شباب حضرموت أفشلوا انعقاده، على الرغم من الإجراءات التعسفية والقمعية التي نفّذتها المليشيات الإخوانية لإنجاح هذا المخطط الشيطاني.

وكان حزب الإصلاح قد حاول في أكثر من مناسبة خلال الأشهر الماضية، إشهار هذا الائتلاف المزعوم إلا أنّ محاولاته باءت بالفشل.

وهذا التحرك الإخواني ينقسم إلى جانبين، أحدهما "ممول" ويؤدي هذا الدور رجل الأعمال أحمد العيسي المتهم بقضايا فساد، والآخر صاحب سيناريو هذا التحرك، وهو الإرهابي علي محسن الأحمر، الذي رسم المخطط من خلال ضم شخصيات موالية لجماعة الإخوان الإرهابية وقيادات من الشمال تتستر تحت غطاء الحكومة، مع تمثيل ضئيل للغاية من شخصيات الجنوب؛ في محاولة لإضفاء صبغة شرعية على هذه التحركات.

ولا يمكن فصل عودة تحركات الإخوان في هذا الصدد باتفاق الرياض والمحاولات الإخوانية المستمرة من أجل إفشال هذه الخطوة، لا سيّما عند النظر إلى كم الخسائر السياسية العسكرية التي يُمنى بها حزب الإصلاح بسبب الاتفاق.

وإلى جانب التحرُّكات المسلحة عبر شن اعتداءات على مناطق جنوبية عديدة، فإنّ حزب الإصلاح يحاول زرع مكونات مشبوهة تدعي الانتماء إلى القضية الجنوبية، لكنّها في الحقيقة تضم عناصر موالية للمليشيات الإخوانية، تعمل في المقام الأول على تحقيق أجندة حزب الإصلاح.

كما أنّ إقدام الإخوان على هذا الأمر لا ينفصل عن محاولاتهم المستمرة لتفكيك الالتفاف الشعبي حول القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، لا سيّما أنّ الحاضنة الشعبية التي يتمتع بها المجلس تمثّل حائط الصد الأول في دحر المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب، ولا أمرٌ لا يرقى بالطبع إلى حزب الإصلاح ومليشياته الإرهابية.