بعد تفريغ جبهات صعدة.. قطر تطل بذراع الحشد الشعبي من تعز
قامت دولة قطر في إطار ممارساتها المعادية للتحالف العربي بتفريغ جبهات صعدة ووعدت القوات الموجودة هناك والقابعة تحت سيطرة مليشيات الإصلاح بمنحهم مزايا متعددة قبل أن تطل برأسها من جديد في تعز من خلال تدشين معسكر حمد والذي يقوده الإخواني حمود المخلافي والمدعوم من الدوحة.
خطوات الدوحة الأخيرة تهدف بالأساس إلى إفساح المجال أمام المليشيات الحوثية بإعادة ترتيب أوضاعها وتجميع قواتها في صعدة وكذلك فهي محاولة لتهديد الأمن القومي السعودي، وفي المقابل فإن التواجد في تعز هدفه إفشال اتفاق الرياض من خلال السيطرة على تعز وتحويلها إلى بوابة تهديد مباشرة لجهود التحالف التي من المفترض أن تنطلق من الجنوب لإنهاء الانقلاب الحوثي.
وذكرت مصادر محلية، أن القبلي الإخواني المدعو حمود المخلافي، والمقيم في الخارج، افتتح بتمويل إقليمي معسكراً ضخماً في منطقة يفرس التابعة لمديرية جبل حبشي في تعز، يضم الآلاف من المجندين.
ووفق سكان المنطقة، فإن القبلي الإخواني التزم بدفع رواتب هؤلاء المجندين، ووعد كل من يغادر صفوف القوات التي تواجه ميليشيا الحوثي، بالحصول على راتبه بالكامل مقابل الالتحاق بهذا المعسكر الذي أقيم في جنوب محافظة تعز. وكان المخلافي قال إنه سيبني هذه الميليشيا بذريعة «حماية تعز من المخاطر والتهديدات التي قد تتعرض لها».
وحسب المصادر، فإن الحزب الإخواني حشد هؤلاء المقاتلين وبدأ في تدريبهم على استخدام السلاح بواسطة ضباط سابقين في قوات الجيش يدينون بالولاء للإخوان، بالتزامن مع واقعة اغتيال العميد عدنان الحمادي، قائد اللواء 35 مدرع في مديرية المعافر، والذي كان يشكل حائط صد أمام محاولة ميليشيا الإخوان السيطرة على المحافظة واستخدامها في ابتزاز التحالف العربي والحكومة على حد سواء، لضمان استمرار تحكمه بالقرار.
ويمول المعسكر دولة قطر التي سحبت جميع الجنود اليمنيين في صعدة والذين يقاتلون على الحدود وبدعم سعودي وإفراغ المعسكرات من الجنود اليمنيين من خلال وعود بمنحهم مرتبات تصل إلى ألفي ريال سعودي لإغرائهم بترك مواقعهم وإخلاء المواقع وتسهيل مهام مليشيات الحوثي التي تكثف هجماتها على جبهات صعدة منذ سبتمبر الماضي.
وكانت ميليشيا حزب الإصلاح قد شرعت منذ أشهر عدة في تأسيس قوات الحشد الشعبي، وجنّدت خمسة آلاف شخص بدعوى مساندة قوات الشرعية في مواجهة ميليشيا الحوثي، مع أن المحاور التي تتواجد فيها الميليشيا التابعة للإخوان متوقفة منذُ قرابة الخمس سنوات، إلا أن الهدف غير المعلن هو احتفاظ الإصلاح بجناح مسلح خاص على غرار ميليشيا الحوثي.
وقامت الدوحة بتفاهمات مع المحور الإيراني لتحديد توجهات العمل العسكري للقوات التي تخضع لقيادة الجناح العسكري للإخوان ومليشات إخوان تعز إحدى هذه القوات، حيث لم تعد المعارك مع مليشيات الحوثي ذات أولوية وإنما تدمير القوات التي لا تنصاع للتنظيم الدولي.