تصعيد حوثي يدعمه صمت أممي.. إرهابٌ في سنوية الاتفاق
"لماذا هنا؟، لماذا الآن؟".. سؤالان برزا إلى الساحة سريعًا بالنظر لما اقترفته المليشيات الحوثية في محافظة الحديدة، أين توجد هدنة يفترض أنّها تمثل خطوة أولى على طريق السلام.
الساعات الأخيرة شهدت تصعيدًا حوثيًّا وُصف بأنّه غير مسبوق في محافظة الحديدة، في محاولة من قِبل المليشيات لفرض سيطرتها الغاشمة على مُجمل المحافظة وإشعال الفوضى على النحو الذي يُجهض فرص إحلال السلام.
مصادر عسكرية قالت إنَّ العشرات من مسلحي الحوثي قتلوا في معارك اندلعت عقب هجوم شنته المليشيات في محافظة الحديدة.
وتصدّت القوات المشتركة لهجوم شنته المليشيات الحوثية على مناطق بمديرية التحيتا جنوبي الحديدة مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقذائف المدفعية.
وأضافت المصادر أنّ القوات المشتركة كبّدت المليشيات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، حيث لقي العشرات من مسلحي الحوثي مصرعهم وجرح آخرون، فيما لاذ من تبقى منهم بالفرار.
ولفتت إلى أنّ مليشيا الحوثي فشلت في تحقيق أي تقدم يذكر، رغم محاولتها المتواصلة لتحقيق ذلك.
التصعيد الحوثي يتزامن مع ذكرى مرور عام كامل إلا بضعة أيام على توقيع اتفاق السويد، الذي تمّ التوصُّل إليه في ديسمبر الماضي، والذي نُظر إليه بأنّه خطوة أولى على مسار إحلال السلام.
وعلى الرغم من الرعاية الأممية للاتفاق، والضرورة التي حتَّمت على الأمم المتحدة أن تمارس نفوذها من أجل إنجاح هذه الخطوة، فقد "أغمضت" المنظمة الدولية أعينها أمام الانتهاكات والخروقات الحوثية التي تخطّت الـ12 ألف واقعة، أسفرت جميعها عن إفشال هذا المسار.
وكما توّجه اتهامات مباشرة وصريحة للمليشيات الحوثية عما أسفرت عنه جرائمها، فإنّ المجتمع الدولي، ممثلًا في الأمم المتحدة، يظل مشاركًا فيما يحدث، وذلك لعدم اتخاذها إجراءات على الأرض تردع الحوثيين وتجبرهم على الانخراط في مسار السلام، لتوفير حياة آمنة لملايين المدنيين أو من تبقى منهم.