عين الجنوب الحمراء.. استراتيجية لازمة لدحر إرهاب الإخوان
في الوقت الذي مثَّل فيه اتفاق الرياض انتصارًا واضحًا للقضية الجنوبية وانكسارًا سياسيًّا وعسكريًّا لحزب الإصلاح، فقد كان من المتوقع أن يلجأ هذا الفصيل الإخواني إلى إشعال الفوضى والعنف في مناطق الجنوب، وهو ما يحتم ضرورة الانتباه جيدًا للتصدي لهذه المؤامرات.
لم يكن متوقعًا أن يرفع "الإصلاح" راية الاستسلام بسهولة، وهذا ما أدركته القيادة السياسية الجنوبية مبكرًا فأعدّت خططًا أمنية ولوجستية من أجل التصدي لعديد المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب من قِبل المليشيات الإخوانية.
ولعل سلاح الاغتيالات هو أبشع صنوف الاعتداءات الإرهابية التي يمارسها الإخوان، لا سيّما في العاصمة عدن، وهي بعدما غرس حزب الإصلاح عناصر مسلحة، جعل من مهمتها إثارة الفوضى والإرهاب في أراضي الجنوب، متبعًا في ذلك سياسة "الأرض المحروقة".
سياسيًّا وعسكريًّا، تظل القيادة الجنوبية مسؤولة عن حماية الجنوب من هذه المؤامرات، وذلك من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات الرادعة التي تُظهر "العين الحمراء"، أمام كل من تسوِّل له نفسه محاولة التفكير في استهداف الجنوب وترويع أهله وشعبه والنيل من أرضه.
يتفق مع ذلك الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، الذي أكّد أنّ مسؤولية الدفاع عن حياة الجنوبيين تقع على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي.
النسي قال في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "تقع على عاتق المجلس الانتقالي الجنوبي مسؤولية الدفاع عن حياة الجنوبيون وممتلكاتهم والخطوة التي اتخذت بمنع أو تنظيم عمل الدراجات النارية خطوة في الاتجاه الصحيح والمطلوب المزيد من هذه الخطوات وبكل قوة وحزم لأن المخطط ضدنا كبير وعلينا أن نكون يقضين وحازمين".
وكانت الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن، إلى جانب قيادة التحالف العربي، قد قررت منع استخدام الدراجات النارية غير المرخصة، ومصادرة قطع السلاح غير القانونية، بدءًا من فجر يوم الأحد الماضي.
وكشف مصدر أمني مسؤول عن توجيهات من قيادات التحالف في العاصمة عدن، بمصادرة الدراجات النارية والمركبات والأسلحة غير المرخصة.
وأرجع المصدر توجيهات قيادة التحالف، إلى عمليات الاغتيال الأخيرة لقيادات أمنية رفيعة وجنود، واستخدام درجات نارية وأسلحة غير مرخصة، في تنفيذها.
في الوقت نفسه، دعت قيادة التحالف العربي جميع المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية والإبلاغ عن أي تحركات لعناصر مشبوهة, تستخدم الدراجات النارية في الخطوط الفرعية والمناطق النائية.
تحمل هذه الخطوة أهمية كبيرة في سبيل مواجهة العناصر الإرهابية الموالية لحزب الإصلاح التي تستخدم الدرجات النارية في تنفيذ هجمات إرهابية عبر "الاغتيالات".
واستعر الإرهاب الإخواني ضد الجنوب بعد التوقيع على اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر الماضي، ويرجع ذلك إلى أنّ الاتفاق يُمثّل خسارة سياسية وعسكرية كبيرة لحزب الإصلاح، الذي نخر كسرطان خبيث في عظام هيكل الشرعية، المتآكل أصلًا، وتسبّب في إطالة أمد الحرب إلى وضعها الراهن، بعدما ارتمى في أحضان المليشيات الحوثية وسلّمها مواقع استراتيجية وجمَّد جبهات أخرى.