اعتداء حوثي على الإنسانية.. تفجير منزل وقتل طفل وحرق سيارة
"من آمن العقاب، ارتكب كل انتهاك".. مقولةٌ أصبحت تليق على الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية ضد المدنيين في المناطق الخاضعة لسيطرتها، دون أن يتدخّل المجتمع الدولي بإجراءات تردع الانقلابيين عن ارتكاب هذه الجرائم.
ففي جريمة مروِّعة برهنت على أنّ المليشيات نزعت عن نفسها أي إنسانية، فجَّرت عناصر حوثية منزل أحد أهالي محافظة ذمار وقتلت ابنه، كما فجَّرت سيارته..
الواقعة كشفتها نشطاء سياسيين، قالوا إنَّ المليشيات الحوثية اقتحمت قرية المصاقرة بعد حصارها وقصفها بالأسلحة الثقيلة، وذلك بعدما رفضت القبائل التمترس في المنازل حفاظًا على أرواح الأطفال والنساء، فانتشر مسلحو القبائل في الجبال لمقاومة المليشيات، وكبّدوا الحوثيين خسائر فادحة، لكنَّ المليشيات لجأت مع خسائرها إلى اقتحام القرية من أجل الضغط على القبائل.
الجريمة الحوثية البشعة تنضم إلى سجل طويل من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات على مدار سنوات الحرب العبثية، مُخلِّفة وراءها كثيرًا من المآسي الإنسانية.
وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنّ أربعة ملايين طفل وُلِدوا منذ بداية الحرب، في الوقت الذي تمّ تسجيل 51% فقط من المرافق الصحية التي ما زالت قيد العمل.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.
ومع تعدُّد التقارير الدولية التي بيَّنت حجم المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، يظل المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.