أحداث أغسطس تطل برأسها من جديد
رأي المشهد العربي
بالتزامن مع مرور مئة يوم على استشهاد العميد منير محمود اليافعي "أبو اليمامة"، أقدمت مليشيات الإخوان التابعة للشرعية على ارتكاب جريمة جديدة باحتلالها مديرية المحفد، التابعة لمحافظة أبين، وهو ما يعني أن الإصلاح ماضي في مخططته الذي بدأه في شهر أغسطس الماضي من دون الالتفات إلى اتفاق الرياض الموقع بين حكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في الخامس من نوفمبر الماضي.
ما يحدث في المحفد وسبقه احتلال مديرية أحور يكشف عن أن أحداث أغسطس تطل برأسها من جديد، وأن الجنوب قد يكون مقبلاً على مواجهات ساخنة لإنهاء الاحتلال الإخواني، مع إدراك أبناء الجنوب بأنه لا عهود ومواثيق مع تنظيم الإخوان الإرهابي الذي لديه عداء تاريخي مع الجنوب لن ينهيه اتفاق وقعت عليه الشرعية وهي غير قانعة بما جاء فيه.
في شهر أغسطس الماضي انتفض الجنوب ضد الغزو الإخواني على الجنوب واستطاعوا أن يلقنوا الإصلاح هزيمة دفعتهم للفرار إلى مأرب، بل أن وزراء الإصلاح في الشرعية فروا هاربين إلى الرياض، بعد أن أدركوا أنه لا قوة ستقف أمام أبناء الجنوب الساعين لإنهاء وجود التنظيمات الإرهابية.
وبدا واضحاً من الأحداث الأخيرة أن الشرعية وافقت على الجلوس لمدة شهرين أو أكثر في مفاوضات ماراثونية في جدة ومن ثم التوقيع على اتفاق الرياض، من أجل إعادة ترتيب أوراقها فقط، وأن توجهها نحو إنهاء الانقلاب الحوثي لم يكن في حسبانها من الأساس، وبالتالي فهي أيضاً غير مستعدة للتخلي عن هيمنتها على الشرعية، ما يبرهن تأخر تشكيل الحكومة الجديدة حتى الآن.
لم تنفذ الشرعية أي بند من بنود اتفاق الرياض بل على العكس فهي وظفت أحد بنوده المتعلقة بعودة الحرس الرئاسي إلى العاصمة عدن، في الزحف نحو الجنوب بعناصر إرهابية جرى تدريبها في مأرب بعد أن فرت هاربة قبل ثلاثة أشهر، ما يعني استغلالها لاتفاق الرياض من أجل تنفيذ مخططها فحسب.
لكن على الجانب الأخر فإن لقاءات الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع الألوية الأمنية والعسكرية الجنوبية منذ أن عاد إلى العاصمة عدن قبل أسبوعين تقريباً، عبرت عن إدراك جنوبي لحقيقة ما يجري على أرض الواقع، وأن تلك اللقاءات هدفت التأكيد على التصدي لأي إرهاب متوقع من مليشيات الإخوان، وهو ما قد تظهر نتائجه على الأرض خلال الأيام المقبلة.