ضحايا البطش الحوثي.. آمال دولية تداعب مرضى صنعاء
في الوقت الذي يعاني فيه السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية من أعباء صحية كارثية، فإنّ عليلًا ولو محدودًا يتنفَّسه كثيرون بخطوة دولية جديدة، تمنحهم أملًا في مداواة آلامهم.
منظمة الصحة العالمية أعلنت تسيير رحلات إخلاء جوية لمرضى عبر مطار صنعاء الدولي خلال الفترة المقبلة.
وقال ممثل المنظمة باليمن الطاف موساني، إنَّ الحكومة السعودية تعمل على هذا المشروع وتبذل كل ما بوسعها من أجل تهيئة المجال الجوي للبدء في هذه الرحلات، لافتًا إلى أنَّ هذه الرحلات ستكون في غضون الأسابيع أو الأشهر المقبلة.
قرار "الصحة العالمية" يمنح كثيرًا من الآمال لمرضى كثيرين يصارعون الموت طوال الوقت بسبب الأمراض التي فتكت بهم، التي تفشَّت بسبب الإهمال المتعمد من قِبل المليشيات الحوثية للقطاع الصحي طوال سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
وقبل أيام، وصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، وقالت إنّ الأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.
وصرّح الناطق باسم المنظمة كريستيان ليندماير بأنَّ عشرين مليون شخص يحتاجون إلى رعاية صحية، ويعانون بسبب انعدام الأمن الغذائي، موضّحًا أنّه منذ مطلع هذا العام توفي نحو ألف شخص بمرض الكوليرا، من أصل 700 ألف إصابة، كما أدَّى تفشي مرض الخُناق أو الدفتيريا لوفاة نحو 100 شخص.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بأن تسبَّبت في تفشي كل هذه الأمراض، لكنّها عملت على عرقلة مداواة هذه الأمراض واستهدفت الفرق الطبية سواء الإقليمية أو الدولية، وهو ما ضاعف الأزمة.
ففي محافظة الحديدة، منعت مليشيا الحوثي - قبل يومين - عددًا من المبادرات الطبية من المنظمات لإغاثة مرضى حمى الضنك في مناطق محافظة الحديدة وخصوصا مديرية الجراحي.
وقال مصدرٌ عاملٌ في إحدى المنظمات في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إنَّ عددًا من المنظمات تقدَّمت بمشروعات لإنقاذ المرضى في مناطق الحديدة جراء تفشي مرض حمى الضنك , وعرضت إرسال أدوية وفرق طبية, غير أنَّ مليشيا الحوثي طلبت دراسة تلك المشروعات عبر ما يسمى المجلس الأعلى لتنسيق الشئون الإنسانية.
وأضاف المصدر أنّ المنظمات تنتظر رد مليشيا الحوثي من ما يسمى المجلس الأعلى منذ أكثر من شهر, موضحًا أنّ المجلس الحوثي يبرر أنّه لم يبت بعد في هذه المشروعات.