الاتفاق على المحك
رأي المشهد العربي
أصبح اتفاق الرياض، المُوقَّع بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، على المحك في ظل عديد الخروقات التي ترتكبها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية لبنود الاتفاق، في تمرد مُكتمل الأركان.
حزب الإصلاح الإخواني، المُسيطر على نظام الشرعية، وضع الكثير من العراقيل في طريق تنفيذ الاتفاق، وذلك في وقتٍ يروِّج فيه قادته حول حرصهم "المزعوم" على إنجاح الاتفاق.
وأصبح واضحًا أمام القاصي والداني الأسباب التي جعلت حزب "الإصلاح" يرتكب كل هذه العراقيل، فالاتفاق وفق بنوده، يقضي على مستقبل الإخوان سياسيًّا وعسكريًّا، كما ينهي سجلًا طويلًا من التقارب المروِّع بين المليشيات الحوثية وشقيقتها "الإخوانية"، وهو ما عرقل حسم الحرب.
تسببت العراقيل الإخوانية في إعاقة تنفيذ بنود الاتفاق، حيث لم يتم تشكيل حكومة جديدة ولم يُعيَّن محافظون جدد للعاصمة عدن وأبين والضالع، كما لم تعد القوات التي غزت الجنوب منذ شهر أغسطس الماضي إلى مواقعها.. كل هذه العراقيل جعلت الاتفاق يبلغ نقطة شديدة الخطورة حول مستقبله.
وبالنظر إلى أهمية الاتفاق فيما يتعلق بضبط الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ الأنظار باتت تتوجَّه إلى المملكة العربية السعودية باعتبارها راعية الاتفاق، إذ تتطلب منها المرحلة الراهنة تدخُّلًا حازمًا حاسمًا لإنقاذ الاتفاق، وذلك من خلال إلزام حكومة تصريف الأعمال على الالتزام ببنوده، والتوقُّف عن العراقيل التي تفتعلها من أجل إفشال الاتفاق.
في المقابل، فإنّ الجنوب يبقى ملتزمًا بالاتفاق بشكل كامل وذلك نظرًا لأهمية هذه الخطوة على مختلف الأصعدة، وتقديرًا لدور المملكة العربية السعودية، ولتفويت الفرصة أمام المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية الساعية لإفشال الاتفاق.
يتوجب الاستعداد جيدًا لكافة السيناريوهات في الفترة المقبلة خاصةً وأنّ مستقبل الاتفاق يبقى مفتوحاً على كافة الاحتمالات، كما أنّ التصعيد العسكري أمرٌ غير مقبول فيما هو قادم، الأمر الذي يبرهن على أن الجنوب ستظل قواته المسلحة حصنًا تسقط عنده مكائد الأعداء.