هل بدأت تحركات التحالف لدحر خيانة الشرعية؟
تسلمت قوات الحزام الأمني في محافظة لحج اليوم السبت، بشكل رسمي مهام تأمين منفذ الرباط الرئيسي شمال العاصمة عدن، وذلك بتوجيهات مباشرة من التحالف العربي، والذي أكد على ثقته في قوات الحزام الأمني بتولي وتأدية المهام والمسؤوليات الموكلة لها.
الإجراء الأمني الذي أقدم عليه التحالف اليوم يثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن المملكة العربية السعودية أدركت ضرورة تحركها في مواجهة خيانات الشرعية لاتفاق الرياض، وقد يكون هذا الإجراء مقدمة للعديد من القرارات الأمنية التي تستهدف تقوية الجبهة الجنوبية في مواجهة العناصر الإرهابية التي تحاول التسلل من مأرب.
لم يصدر عن التحالف العربي ردود فعل علنية جراء خروقات الشرعية في الجنوب، لكن ردود التحالف تأتي في هيئة أفعال على أرض الواقع، ولعل قرار التحالف بإيقاف توافد العناصر الإرهابية القادمة من مدينة شقرة إلى العاصمة والتي كانت تنوي الدخول للعاصمة باعتبارها ضمن قوات اللواء الأول حماية رئاسية، أبلغ دليل على ذلك.
وقبل أيام، قدّم فريق المجلس الانتقالي في اللجنة المشتركة بالرياض للمملكة العربية السعودية الأدلة الثبوتية على أن تلك القوات لا تمت بصلة للواء الأول حماية رئاسية، واستنادًا لذلك تم التوجيه بإيقاف هذه القوات في مدينة شقرة حتى يتم التحقق من هوية عناصرها وتسليحها وما إذا كانت تتبع اللواء الأول حماية رئاسية أم لا، حسبما صرّح في وقتٍ سابق نائب رئيس الدائرة الإعلامية بالمجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح.
ويرى مراقبون أن التحالف يدرك جيداً حقيقة مراوغات الشرعية التي تقدم عليها، وأن التحرك لوقف تلك الممارسات سيأتي عاجلاً أم أجلاً، وأن المملكة العربية السعودية لن تسمح بإفشال اتفاق الرياض باعتباره أول خطوات إنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن.
ووصلت خروقات الشرعية لمستوى متقدم وباتت أكثر وضوحا من خلال ممارسات سياسية وأمنية تتمثل في استمرار النهج السابق من قبل الشرعية ضد طرف المجلس الانتقالي، وبحسب مصادر مطلعة فإن لجان تطبيق اتفاق الرياض أصبحت عاجزة عن التعاطي مع الاتفاق في ظل محاولات الشرعية المتكررة بوضع العراقيل أمام تنفيذ بنوده عل أرض الواقع، ووصل بها الأمر لطلب تعديل فقرات في الاتفاق كي تقوم بإفشال الاتفاق.
ومنذ التوقع على اتفاق الرياض، جرى تسجيل عشرات الخروقات التي ارتكبتها الشرعية اكانت بدايتها من تصريحات بدءاً بالتحريض الذي مارسه المدعوين الجبواني والمسيري، بالإضافة إلى تصريحات عدد من وزراء الشرعية، والذي صوروا رجوعهم للعاصمة عدن على أنه انتصار لهم واستمروا في عرقلة سير الأعمال الإدارية داخل وزارتهم.
وبالرغم من أن الاتفاق نص على عودة رئيس الحكومة فقط فإن نائب رئيس الوزراء سالم الخنبشي الموقع من طرف الشرعية كان أحد الذين عادوا إلى عدن، ولكنه لم يكتفِ بهذا الأمر فحسب بل أنه أطلق تصريحات مستفزة قال فيها انهم عادوا لعدن للإشراف على تنفيذ اتفاق الرياض.