الثورة تشهد على البطش الحوثي.. أجسادٌ منهكة نال منها المرض
الاثنين 16 ديسمبر 2019 14:10:11
فضحت الحالات المصابة بحمى الضنك والملاريا التي وصلت إلى مستشفى الثورة بمحافظة الحديدة، حجم تفشي الأمراض والأوبئة الناجمة عن الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.
مصادر صحية مسؤولة كشفت أنَّ عدد الحالات المرضية التي استقبلتها هيئة مستشفى الثورة العام بمحافظة الحديدة خلال الفترة 14 نوفمبر الماضي إلى 14 ديسمبر الجاري بلغت ألفًا و306 حالات عامة مصابة بحمى الضنك والملاريا ونقص الصفائح.
وتوزَّعت الحالات المرضية، وفق المصادر، على أقسام طوارئ الأطفال والطوارئ العامة وقسم النساء والعناية المركزة، وقد توفيت ست حالات لتدهور صحتها بعدما وصلت المستشفى متأخرةً.
كما تشهد معظم أقسام وعيادات ومختبرات المستشفى حاليًّا ضغطًا كبيرًا من قبل المرضى الوافدين إليها من عموم مديريات المحافظة والمحافظات المجاورة.
وحمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل بواسطة لدغة البعوض، وتنتشر غالبًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، وهي سريعة الانتشار خاصة في المناطق الحضرية الفقيرة والضواحي والمناطق الريفية.
و"الملاريا" مرض يٌسبِّبه طفيلي، ينتقل الطفيلي إلى البشر من خلال لدغات البعوض الحامل للعدوى، ويشعر الأشخاص المصابون بالمرض عادةً بإعياء شديد مع ارتفاع في درجة الحرارة وقشعريرة مصحوبة برجفة.
ويُصاب كل عام ما يقرب من 210 ملايين شخص بالملاريا، ويموت حوالي 440 ألف شخص بسبب هذا المرض، ومعظم الأشخاص الذين يموتون بهذا المرض يكونون من الأطفال الصغار في إفريقيا.
وجرّاء الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، دفع أغلب السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات آثارًا مروعة جرّاء تردي القطاع الصحي.
وقبل أيام، وصفت منظمة الصحة العالمية الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها "الأسوأ في العالم"، وقالت إنّ الأمراض أوصلت نسبة كبيرة من السكان إلى شفا الموت، مشيرة إلى إصابة نحو 700 ألف بمرض الكوليرا.
وصرّح الناطق باسم المنظمة كريستيان ليندماير بأنَّ عشرين مليون شخص يحتاجون إلى رعاية صحية، ويعانون بسبب انعدام الأمن الغذائي، موضّحًا أنّه منذ مطلع هذا العام توفي نحو ألف شخص بمرض الكوليرا، من أصل 700 ألف إصابة، كما أدَّى تفشي مرض الخُناق أو الدفتيريا لوفاة نحو 100 شخص.
ولم تكتفِ المليشيات الحوثية بأن تسبَّبت في تفشي كل هذه الأمراض، لكنّها عملت على عرقلة مداواة هذه الأمراض واستهدفت الفرق الطبية سواء الإقليمية أو الدولية، وهو ما ضاعف الأزمة.
وفي محافظة الحديدة، منعت مليشيا الحوثي عددًا من المبادرات الطبية من المنظمات لإغاثة مرضى حمى الضنك في مناطق محافظة الحديدة وخصوصا مديرية الجراحي.
وقال مصدرٌ عاملٌ في إحدى المنظمات في تصريحات لـ"المشهد العربي"، إنَّ عددًا من المنظمات تقدَّمت بمشروعات لإنقاذ المرضى في مناطق الحديدة جراء تفشي مرض حمى الضنك , وعرضت إرسال أدوية وفرق طبية, غير أنَّ مليشيا الحوثي طلبت دراسة تلك المشروعات عبر ما يسمى المجلس الأعلى لتنسيق الشئون الإنسانية.
وضمن عدوانها على القطاع الصحي أيضًا، أنشأت مليشيا الحوثي معامل خاصة لتزوير الأدوية الإيرانية المنتهية والممنوعة، وهذه المعامل تنتشر في صنعاء، وتتركز مهامها بتوزيع أدوية إيرانية منتهية الصلاحية، ليتم عقب ذلك تخزين كميات كبيرة منها في مخازن صنعاء وذمار.
هذه الأدوية يتم جلبها بحرًا إلى ميناء الحديدة ومنه إلى صنعاء، حيث تقوم المليشيات الحوثية تحت إشراف قيادات نافذة بتغيير تواريخ صلاحيتها وتوزيعها على سوق الدواء بالمحافظات على اعتبار أنها أدوية سليمة.
وتقوم مجاميع طبية حوثية يشرف عليها المدعو طه المتوكل المعين من المليشيات وزيرًا للصحة، بتحديد أصناف من الدواء مرتفعة الأسعار، وإبلاغ شركات إيرانية بتصنيع كميات منها بمستوى جودة متدنٍ تستفيد العناصر الحوثية من فوارق أسعارها في السوق المحلية.
كما تزايد نشاط عناصر يتبعون مليشيا الحوثي في تهريب وتزوير العلامات التجارية للأدوية وبيعها في الأسواق المحلية بأسعار مضاعفة وفق المصادر التي تحدَّثت لصحيفة البيان، التي أشارت إلى إقدام الحوثيين على ابتزاز مالكي الصيدليات ومخازن الأدوية لدفع الإتاوات المالية مقابل غض الطرف عن الأدوية المهربة والمزورة، التي تباع بأسعار تفوق أسعار الأدوية الآمنة.
وتشهد أسعار الأدوية ارتفاعًا غير مبرر في السوق المحلية كأدوية الأمراض المزمنة مثل أدوية القلب والسكر، والتي تجاوزت أسعارها 300% في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين وعلى رأسها صنعاء.
وتكشف دراسات صحية أنَّ 95% من الأدوية المهربة والمزورة المتداولة في السوق هي أصناف خاصة بعلاج الأمراض المزمنة، وتستحوذ الأدوية المهربة والمزوّرة على 30% من معروض الدواء في السوق المحلية، حيث أصبح تهريب وتزوير الأدوية تجارة رائجة تحقق لأصحابها أرباحًا خيالية.