ما وراء التصعيد القطري ضد دولة الإمارات
رأي المشهد العربي
تشن وسائل الإعلام المدعومة من قطر وعلى رأسها قناة الجزيرة حملة مسعورة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، وبدا أن تلك الحملة هي مقدمة لمزيد من الممارسات الإرهابية القطرية في اليمن والتي تستهدف بدورها دول التحالف العربي بشكل غير مباشر، وهو ما جعل التركيز ينصب على نشر شائعات مغرضة عن أدوار دولة الإمارات في اليمن.
الحملة الإعلامية القطرية الحالية قد تكون مختلفة عن سابقتها بعض الشيء لأنها سعت إلى اختراق التوافق السعودي الإماراتي ليس على المستوى السياسي مثلما الحال بالنسبة للحملات السابقة لكن هذه المرة سعت إلى تخريب العلاقات بين الشعبين، بعد أن اختلقت أزمة غير موجودة من الأساس ارتبطت بالمنتجات الإماراتية.
من الواضح أن قطر أدركت أنه لا مجال للوقيعة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة من خلال السياسية، لأن جميع جهودها السابقة لتفتيت التحالف العربي فشلت بامتياز، بل أن الردود الإماراتية والسعودية على الشائعات التي روجت لها منذ أحداث أغسطس الماضي، كانت بمثابة صفعة في وجه الدوحة التي لجأت إلى ممارساتها الخفية لإفشال جهود التحالف العربي للملمة صفوف الشرعية.
ما وراء الحملة الحالية جملة من الأهداف التي تسعى الدوحة لتحقيقها، فالهدف الأسمى يكمن في إفشال اتفاق الرياض وإحباط أي محاولة يقوم بها التحالف العربي في الوقت الحالي لإعادة الاتفاق إلى مساره السليم، بالإضافة إلى أن قطر تنفذ سياسة إيرانية تسعى للانتقام من الدول الخليجية التي توحدت في القمة الخليجية بالرياض مؤخراً واتفقت على أن أولوية توجيه الجهود باتجاه مواجهة الخطر الإيراني.
تسعى الدوحة توظيف خروقات الشرعية لاتفاق الرياض لصالح تشويه العلاقة بين دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية، في حين أن البلدين يدركان أن الإصلاح الذي يتحكم في الشرعية هو أساس الأزمة، وأنهما في مركب واحد بمواجهة تحالف الشر، وأنه مهما كانت درجة هذه الخروقات لن تؤثر على توافق التحالف العربي بشأن إنهاء الانقلاب الحوثي والبحث عن سلام شامل في اليمن.
ردود أبناء الجنوب على هذه الحملة المسعورة بهاشتاج "قطر منبع الإرهاب"، زاد من جنون الدوحة التي أخذت قنواتها تركز في غالبية فقراتها الإخبارية، أمس الأحد، على توجيه الانتقادات لدولة الإمارات في اليمن وتصدير صورة للرأي العام العربي تبرز عوامل فشل اتفاق الرياض، وتزييف الواقع بإلصاق هذا الفشل لدولة الإمارات.
بدا واضحاً أن الخطوات السعودية الإماراتية في الجنوب من خلال إعادة تموضع القوات الإماراتية وزيادة التواجد العسكري للتحالف العربي من خلال المملكة العربية السعودية قد أثار حفيظة قطر، التي كانت تبني جميع حملاتها الإعلامية السابقة على التواجد الإماراتي في الجنوب، غير أن تكتيكات التحالف افشلت تلك المؤامرة، وبالتالي فإن كذب الجزيرة وأخواتها لن ينطلي على كثير من المواطنين الواعيين بحقيقة ما يجري على أرض الواقع.