30 الف نسمه في جحاف أمام كارثة إنسانية . والأهالي يطلقون نداء أستغاثة
الخميس 23 نوفمبر 2017 23:09:13
يعيش أكثر من ثلاثين الف نسمه في مديرية جحاف محافظة الضالع كارثة إنسانية حقيقة حيث تعاني قری وعزل المديرية حالة جفاف شديد وأنعدم كلي في الحصول علی مياة الشرب .
هذه الكارثة التي ضاعفة من معاناة سكان المديرية وجعلت الكثير عاجز عن تلبية مطلبات الحياة ومنها تكاليف مياه الشرب التي يتطلب جلبها من مديريات ومناطق بعيده تصل الی 70 و100 الكيلو مترات وتكاليف باهظة جدا وأسعار خياليه ..
الجفاف الذي يضرب المديرية وويزيد من المعاناة في انعدام مياه الشرب التي يعانيها سكان المديرية تزامنا مع أزمة المشتقات النفطية التي شكلت ازمة وصعوبة الحصول على المياه بسبب توقف الناقلات والحافلات ووسائل النقل المختلفة وان وجدت فيه بأسعار خياليه جدا خاصة مع وعورة الطريق .
رحلة معاناه ..
في طريقنا الی هذه المديرية الجبلية تاكد لنا حقيقة عظم المعاناه فوعورة الطريق التي سلكناها هو ايضا عامل ضاعف المشكلة وتتسبب في ارتفاع سعر مياه الشرب وهذا ما يؤكده
الدكتور فضل ناجي أحد كوادر المديرية الذي للمشهد العربي بقوله :
فعلا نحن امام كارث انسانية لا تقتصر علی انعدام المياه بل وعورة الطريق هي الأخرى تفاقم من كارثة الجفاف في جبل جحاف فلا تستطيع الا انواع مخصصة من الناقلات عبور الطريق مثل الناقلات المتوسطة الحجم ذات الدفع الرباعي، اذ ليس بمقدور الناقلات الصغيرة التي لا تمتلك دفع رباعي او كبيرة
الحجم اجتياز الطريق الذي يربط جبل جحاف ببقية المناطق الاخرى فهناك الطريق الرئيسي لا يزال العمل به متوقف منذ اكثر من عشر سنوات، هذا بالاضافة الى وعورة الطرق الفرعية التي تربط مناطق وقرى جحاف ببعضها البعض،..
ويضيف بالقول( وهو الامر الذي يزيد من أسعار مياه الشرب التي يصل ايجار الناقلة الواحدة الى خمسين الف ريال (50000)، ومثل هذا المبلغ لا يستطيع المواطنين دفعه بسبب محدودية دخل الأسر التي تسكن جبل جحاف وتعتمد على الزراعة والوظيفة العامه البسيطه ..
تاكد لنا من خلال تواصلنا مع بعض المسؤلين في المديرية ان للمديرية ثلاث ناقلات ماء ) بوز) لكنها حسب تصريح مدير عام المياه في المديرية قديمة جداً جرى توفيرها في السنوات الماضية، لكنها لا تكفي لسد حاجة ثلاث قرى من قرى المديرية التي يفوق عددها (١٨٧) قرية، هذا في حين ان هذه الناقلات أضحت عرضة للاعطال المتكررة وهي بحاجة الى صيانة بشكل يومي بالاضافة الى حاجتها للوقود وغيرها وهذا الامر جعل سائقيها يضطرون الى بيع ما يجلبونها من مياه على المواطنين بفارق بسيط عن أسعار الناقلات الاخرى وتصل المعاناه موجوده .
ضياع محاصيل الزراعة ونفاد الحيوانات:
يقول بعض المزارعين من ابناء جحاف، لقد اضطرينا لبيع حيواناتنا بما فيها الحمير التي كنّا نعتمد عليها في جلب الماء من أماكن بعيدة، واليوم يشكل بقاء مثل هذه الحيوانات معنا إضافة الى المعاناة فهي بحاجة الى الماء وتحتاج لكميات كبيرة نحن بحاجة تلك الكميات التي تستهلكها الحيوانات، لكن بالمقابل ندفع ثمن بيعها بخسارة مستقبل بناتنا اللاتي اضطرينا لإخراجهن من المدارس ليقمن بجلب المياه من أماكن بعيدة، وتستنفر كل اسرة بجميع أفرادها للحصول على كمية ضئيلة من مياه الشرب بالكاد تكفي لسد العطش وإعداد الطعام، اذ نحتاج لقطع اكثر من عشرة كيلومترات للوصول الى مناطق اخرى توجد فيها مياه شحيحة جداً ونمكث أحياناً أوقات طويلة قد تصل الى عشر ساعات حتى نحصل على اقل من عشرين لتر من الماء.
تسبب الجفاف الى ضياع محاصيلنا الزراعية من حبوب الذرة وغيرها التي كان الكثير من الأهالي يعتمدون عليها من خلال كميات الحبوب التي يحصلون عليها عند كل موسم زراعي، وهذا العام ذبلت المحاصيل في مرحلة نموها الاولى قبل ظهور الثمار بسبب عدم هطول الأمطار الموسمية التي اعتدنا عليها كل عام لذلك تعرض المزارعين لخسائر مادية فادحة.
المواطن، علي صالح محسن، يسكن في قرية الحيفه احدى قرى جبل جحاف أصبح أمام خيارين لاثالث لهما إما الصمود والبقاء في منزله او الرحيل بحثاً عن موطنٍ آخر، مثله مثل الاخرين من سكان المنطقة الذين يتجرعون عذاب الجفاف بسبب نضوب ماء
الشرب، يقف هذا المواطن في قريته النائية المحرومة من اي مشاريع شاخصاً ببصره نحو السماء في اغلب الأوقات ينتظر الأمل الوحيد ان يأتي من السماء، سحابة صيف تخفف لو بعض آلشی .
ترك الفتيات للتعليم .
مئات من طالبات المدارس تركن مدارسهن وذهبن للبحث عن الماء من مناطق مختلفه وآخرين تركو المدرسه وهاجر مع أسره آلی مناطق اخری ..
هذا ويتوقع مسئولين تربويين بمحافظة الضالع انهيار العملية التعليمية بمديرية جحاف في حال شهدت المديرية عمليات نزوح اذا لم يتم ِ إيجاد حلول مستعجلة لمشكلة انعدام مياه .
حيث يؤكد الأستاذ محمد علي عمر أحد القيادات التربوية في المدربة ان العملية التربوية والتعليمية في مدارس مديرية جحاف تاثرت بشكل كبير هذا العام بسبب مشكلة الجفاف التي انعكست على طلاب وطالبات المدارس الثانوية والابتدائية.
ويقول ان معظم طالبات المدارس قد اضطرن الى ترك الدراسه لمساعدة عائلاتهن في البحث عن ماء الشرب و جلبه من اماكن بعيدة.
نزوح نحو المجهول .
57 أسره هو العدد الأولي لحالات النزوح من قری مديرية جحاف نحو مدينة الضالع حسب ما أكده لنا الناشط الاعلامي والحقوقي صادق الجحافي بعد أن بلغ بهم الحال آلی صعوبة الحصول علی مياه الشرب والعدد مرشح للزياده خاصة مع دخول فصل الشتاء وعدم وجود أي حلول أو بوادر أمل في إيجاد حل لهذه الكارثه التي تهدد الأهالي بالخطر وتعكر صفوحياتهم ..
وكيل محافظة الضالع امحمد علي لوداد أكد للمشهد العربي ان نداء استغاثه كان قد بعثه الأهالي كما بعثه السلطة المحلية هي الأخری للمنظمات الإنسانية والدولية ونأمل أن يجد لهذا الصوت صدی واستجابة ..
ويضيف الوداد بالقول فعلا مديرية جحاف تعاني كارثة إنسانية تستدعي التدخل السريع ونحن بدورنا بدأنا في تحريك مشروع مياه الشرب الذي توقف العمل في إنشاءه مع الحرب الأخيره والذي كان من الممكن أن يخفف من المعاناه أن في حال تم استكمال تنفيذه من قبل الشركة المنفذه ونأمل من حكومة الشرعية أن تولى هذا الأمر جل اهتمامها وتسارع آلی إنقاذ حياة عشرات الألف من أبناء هذه المديرية ...