اتفاق الرياض.. التزام جنوبي وانتهاك إخواني
على الرغم من الخروقات المتواصلة التي ترتكبها حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني لبنود اتفاق الرياض، يؤكد المجلس الانتقالي بين حينٍ وآخر على التزامه ببنود الاتفاق إداركًا أهمية هذا المسار في ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية بعدما شوَّه حزب الإصلاح مسار هذه الحرب.
التأكيد الجنوبي صدر هذه المرة على لسان الدكتور ناصر الخبجي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي قال إنّ المجلس الانتقالي حريص على تنفيذ اتفاق الرياض، وذلك خلال لقائه في العاصمة السعودية الرياض، مع مارتن جريفيث مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن.
وخلال اللقاء، ثمّن الدكتور الخبجي الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية باتجاه الدفع نحو تنفيذ الاتفاق وتجاوز أي معوقات تؤجل المضي نحو التنفيذ العملي لكافة بنوده.
وأشار الخبجي إلى إشادة المجلس الانتقالي للجهود التي يبذلها المبعوث الدولي باتجاه الدفع بالعملية السياسية الشاملة.
ولفت عضو هيئة رئاسة المجلس إلى أنَّ اتفاق الرياض قد فتح آفاقًا واسعة لتحقيق مزيد من التقدم في إطار عملية سياسية شاملة تُنهي الحرب، وتؤسس لحلول جذرية لقضية شعب الجنوب على قاعدة إنفاذ إرادة شعب الجنوب وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم.
التأكيد الجنوبي على الالتزام ببنود اتفاق الرياض يأتي في وقتٍ تحاول فيه المليشيات الإخوانية إفشال الاتفاق بأي شكل، وقد تجلّى ذلك في التحرُّكات السياسية والعسكرية التي اتخذتها الحكومة على مدار الأسابيع الماضية.
وهناك الكثير من الأسباب التي تدفع حزب الإصلاح المُخترِق للحكومة إلى إفشال اتفاق الرياض، وذلك لأنّ الاتفاق يضبط مسار بوصلة الحزب على الحوثيين، وهي البوصلة التي شوَّهها حزب الإصلاح في السنوات الماضية، وتضمَّن ذلك تسليم مواقع استراتيجية للمليشيات الانقلابية وتجميد جبهات أخرى.
كما أنّ قادة حزب الإصلاح استغلوا هيكل "الشرعية" المهترئ، وارتكبوا كثيرًا وكوَّنوا ثروات مالية طائلة من وراء ذلك عبر آلة فساد حادة، في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمات إنسانية شديدة الفداحة والمأساوية.
في الوقت نفسه، فقد شكَّل الاتفاق انتصارًا سياسيًّا مهمًا للجنوب، لا سيّما أنّه مثّل نقلة نوعية للقضية الجنوبية ونقلها إلى الاهتمام الإقليمي والدولي، كما برهن على أنّ المجلس الانتقالي هو الممثل الشرعي والوحيد للجنوب.