حربٌ على البالطوهات.. أي بطش حوثي لم يُرتكب ضد السيدات؟
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية حربها العبثية في صيف 2014، ارتكبت صنوفًا عديدة من الانتهاكات والجرائم التي طالت النساء على مدار السنوات الماضية، مُخلِّفة وراءها حالة إنسانية شديدة البشاعة.
ففي خطوة حوثية جديدة، شنَّت المليشيات حملةً على محلات بيع بالطوهات النساء ، في شوارع صنعاء، حيث قالت مصادر "المشهد العربي" إنَّ مسلحين حوثيين داهموا محلات بيع البالطوهات في شارع هائل وشارع جمال، وقاموا بمصادرة بعض البالطوهات الضيقة وأحزمة الخصر الخاصة بالبطوهات.
وأحرقت المليشيات الحوثية أحزمة الخصر الخاصة بالبالطوهات, فيما احتفظت بالبالطوهات التي صادرتها بحجة أنها ضيقة، وذلك لمساومة أصحاب المحلات على إعادتها مقابل إتاوات مالية.
وكانت مليشيا الحوثي قد نشرت في وقت سابق عناصرها في شوارع صنعاء لتوزيع بروشورات تحدد مواصفات البالطوهات الخاصة بالنساء, كما تحرش عدد من عناصر المليشيات بعددٍ من النساء بحجة إنهن يلبسن بالطوهات ضيقة.
وأصدرت مليشيا الحوثي تعميمات بذلك إلى الجامعات الحكومية والأهلية تحدد مواصفات لبس الطالبات.
وليست هذه المرة الأولى التي تُقدم فيها المليشيات الحوثية على استهداف ملابس النساء، ففي وقت سابق أقدمت كتائب "الزينبيات" على تمزيق بنطلونات عددٍ من الطالبات وقص شعر إحداهن، وطردنهن من الصفوف الدراسية في إحدى الجامعات.
وقامت المدعوة أفراح العتمي مديرة مدرسة رابعة العدوية بصنعاء، مع "الزينبيات"، بتمزيق بنطلون إحدى الطالبات وأخرجتها من المدرسة بحجة عدم مطابقته للزي.
وأشارت المصادر إلى أنَّ المديرة قامت بقص شعر إحدى الطالبات والتعدي على أخريات بألفاظ غير تربوية، متحججة بأنها تريد مدرسة نموذجية.
وفي واقعة أخرى، أقدمت المليشيات قبل أيام، على استهداف الطالبات والفتيات والعاملات في المنظمات الدولية تحت ذريعة "مكافحة الاختلاط".
وتعددت طرق استهداف المليشيات الحوثية للنساء والتنكيل بهن وبالمدنيين في اليمن، فمن إقدام أجهزة أمن المليشيات على إغلاق عدد من المقاهي الشهيرة في صنعاء، إلى اعتراض الطالبات على مداخل الجامعات بدعوى عدم حشمة ملابسهن، وصولًا إلى تحريض خطباء المساجد على النساء العاملات في المنظمات، واتهامهن بنشر الانحلال.
وتحت ذريعة "الاختلاط والانحلال الأخلاقي"، نفذت وزارة السياحة في حكومة الحوثيين، غير المعترف بها، حملة مداهمات واسعة، استهدفت مجموعة من المقاهي الراقية التي يرتادها المثقفون والناشطون والصحفيون، بعد أن أصبحت المقاهي الحديثة في صنعاء المتنفسات الثقافية والاجتماعية الوحيدة في المدينة في ظل انعدام الأماكن الترفيهية مثل النوادي والسينما.
هذا الاستهداف ليس بالجديد على الحوثيين، ففي العامين الماضيين نفَّذت المليشيات حملات مماثلة، حيث يقوم مسلحون يرتدون الزي المدني باقتحام المقاهي والاعتداء على مرتاديها، وبخاصةً الفتيات حيث يتعرضن لشتائم مقذعة، قبل أن تقدم هذه العناصر على إغلاق المقاهي وتفرض على مالكيها دفع مبالغ مالية كبيرة لإعادة فتحها.
وطوال سيطرة الحوثي على صنعاء، تعرضت النساء تحديدًا إلى ممارسات همجية تسعى من خلالها المليشيات إلى ابتزاز الأسر وجني المزيد من المال والتهديد بتلفيق تهم أخلاقية في حال الرفض.
إجمالًا، دفعت النساء أثمانًا باهظة جرّاء الاعتداءات التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الحرب العبثية.
ولم تقف مأساوية الأوضاع عند حد المعاناة والأوجاع التي تكابدها المرأة جرّاء الحرب الحوثية، بل عمدت المليشيات إلى ارتكاب المئات من الجرائم والانتهاكات المتنوعة بحق النساء بصورة بشعة وصفها كثيرون بأنها غير أخلاقية ومنافية للمبادئ الإسلامية والأعراف والتقاليد.
وشكا سكان محليون في صنعاء، من استمرار جرائم وانتهاكات المليشيات بحق النساء، وأكَّدوا أن مليشيا الحوثي تجاوزت بأفعالها وتصرفاتها كل المبادئ والأعراف والتقاليد الإسلامية والإنسانية الأصيلة من خلال انتهاكاتها التي لا تتوقف بحق النساء في مختلف المناطق الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.