اعتداء حوثي على موكب جريفيث.. لماذا يصر المبعوث على إغماض عينيه؟
عبر جملة من الإجراءات والعراقيل، برهنت المليشيات الحوثية على وجهها الإرهابي، وعملها على إطالة أمد الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014، وقد تجلّى ذلك خلال زيارة المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث إلى صنعاء مؤخرًا.
الزيارة التي استغرقت بضع ساعات، أنهاها جريفيث غاضبًا، بعدما أفشلت مليشيا الحوثي مهمته، بل حاولت الاعتداء على موكبه، فيما قالت مصادر مطلعة إنّ المبعوث الأممي رفض الإدلاء بأي تصريح خلال هذه الزيارة.
ووضع زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي جملةً من العراقيل أمام مهمة جريفيث، منها تسليمهم مديرية الدريهمي جنوب الحديدة، وإطلاق المتهمة بإدارة خلية نسائية لزراعة عبوات مفخخة في الجوف سميرة مارش، وفتح مطار صنعاء دوليًّا، وإيقاف دول المنطقة لدعم الاقتصاد وتعزيز العملة المحلية كخطوة أولى لمناقشة أي قضايا أخرى وبخاصةً تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
وردًا على هذه العراقيل، غادر جريفيث صنعاء غاضبًا، ورفض السماح لرئيس المراقبين الأمميين الجنرال الهندي إبهيجيت جوها بالتحرُّك داخل محافظة الحديدة بحرية ومراقبة وقف إطلاق النار، ورفض تنفيذ اتفاق ستوكهولم.
لم تكتفِ المليشيات الحوثية بذلك، بل أقدمت على اعتراض موكب مبعوث الأمم المتحدة عقب خروجه من مطار صنعاء الدولي يوم الاثنين وحاولت الاعتداء عليه، متهمين إياه بتحويل المطار إلى ملكية خاصة لسفرياته ومهددين بتصفيته.
اللافت أنّه على الرغم من هذه الاعتداءات الإرهابية الحوثية على أكثر من صعيد، فإنّ جريفيث تجاهلها وأصدر بيانًا بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاق السويد، وعبَّر عن تفاؤله بمسار الاتفاق، وذلك على الرغم من قناعته بأنّ المليشيات ارتكبت كثيرًا من الانتهاكات والخروقات التي طالته هو شخصيًّا واعتدت على موكبه بشكل مباشر.
جريفيث أصدر اليوم الثلاثاء، تقريرًا، بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاق ستوكهولم، وصف في عملية تنفيذها بـ"البطيئة"، لكنّه شدَّد على أهمية الاتفاق قائلًا إنّه يظل "بمثابة تقدم كبير على طريق بناء الثقة بين الطرفين وهي أساس لأي جهد ناجح لبناء السلام".
وأضاف المبعوث الأممي أنَّ الاتفاق جنَّب محافظة الحديدة هجومًا كارثيًّا كان متوقعًا على المدينة والموانئ، وساهم وقف إطلاق النار، بعد دخوله حيز التنفيذ في 18 ديسمبر الماضي.
وشدد التقرير على اهتمام الأمم المتحدة بـ"رعاية وتعزيز كل إنجاز صغير على طريق تحقيق السلام والاستقرار".
وتناول التقرير بنود الاتفاق الموقع في ستوكهولم، في 13 ديسمبر من العام الماضي، مشيرًا إلى أنَّها تتكون من ثلاثة محاور رئيسية، تشمل مدينة الحديدة وموانئها، وآلية تنفيذية حول تفعيل اتفاقية تبادل الأسرى.
تصريحات جريفيث "المُسيّسة" تُثير كثيرًا من الجدل حول تعامله مع الأزمة القائمة، لا سيّما فيما يتعلق بإصراره على أن يُغمض عينيه إزاء الجرائم العديدة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية على مدار سنوات الأزمة، حتى أصبح المبعوث متهمًا بأنّه سببٌ رئيسٌ في إطالة أمد الحرب.