حل الإصلاح وخطوة الصلاح الأولى
رأي المشهد العربي
يتقاسم حزب الإصلاح الإخواني، المسؤولية إلى جانب المليشيات الحوثية في الأزمة اليمنية المستعصية، بعدما تخطت الحرب عامها الخامس.
"الإصلاح"، بعدما سيطر على الحكومة، واخترق مفاصلها كسرطانٍ خبيث، ارتكب الكثير من الجرائم التي عقَّدت الأزمة، لعل أبرزها هي علاقات التقارب الكبيرة مع المليشيات الحوثية، والتي تضمنت تجميد القتال في جبهات مهمة وتسليم الانقلابيين مواقع استراتيجية.
جبهة أخرى نالها العبث الإخواني تتمثّل في اتفاق الرياض المُوقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية.
ففي الوقت الذي مثّل فيه الاتفاق خطوة شديدة الأهمية فيما يتعلق بضبط مسار الحرب على المليشيات الحوثية وضبط معسكر الشرعية وانتشاله من الحالة المهترئة، فقد عمد "الإصلاح" على محاولة إفشال الاتفاق من أجل حفظ مصالحه ونفوذه، ماليًّا وسياسيًّا وحتى عسكريًّا عبر مليشياته الإرهابية.
إزاء كل ذلك، فقد تعدَّدت المطالب لحل حزب الإصلاح وإخراجه عن المشهد بشكل كامل باعتباره يقف عائقًا أمام حل الأزمة، ويعمل على إطالتها لضمان نفوذه مستقبليًّا.
ويمكن القول إنَّ إزاحة الحزب الإخواني عن الصورة خطوة ستكون شديدة الأهمية فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، وتحقيق الاستقرار الأمني والسياسي في المناطق المحررة، بعدما تضرّرت كثيرًا من "الإصلاح" وتطرفه وإرهابه.