قراءة المشهد العربي.. الحوثي والإصلاح وخدمة الإرهاب الواحد
تخلَّت المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية عن "السرية" التي حاولت فرضها في علاقاتها مع المليشيات الحوثية، وأصبحت لا تخشى إخفاءها بعدما افتضح أمر هذه العلاقات المشبوهة، التي تنسقها دولة قطر من أجل استهداف التحالف العربي.
وفي الأيام الأخيرة، أصبح تبادل الأسرى عنوانًا للعلاقات الآخذة في التصاعد بين المليشيات الإخوانية والحوثية، في محاولة من قِبل هذين الفصيلين الإرهابيين لضمان نفوذهما عبر تحالفهما ذي السُمعة السيئة.
ففي عملية تبادل للأسرى هي الأكبر بين الطرفين، عقدت المليشيات الإخوانية "وشقيقتها" الحوثية اليوم الخميس، صفقة لتبادل 135 أسيرًا من الطرفين.
مصادر "المشهد العربي"، كشفت عن إفراج الحوثيين عن 75 أسيرًا ومعتقلًا, في حين أطلقت مليشيا الإخوان التابعة للشرعية 60 أسيرًا حوثيًّا، بموجب الاتفاق الذي تم بعد اتصالات بين الطرفين.
هذه الصفقة الإخوانية - الحوثية تأتي بعد أقل من 24 ساعة على صفقة أخرى، عقدها هذان الفصيلان الإرهابيان، حيث أطلقت مليشيا الإخوان أمس الأربعاء سراح عشرة من أسرى مليشيا الحوثي، فيما أفرج الحوثيون عن أربعة عناصر تابعين لمليشيا الإخوان.
التكثيف النوعي في العلاقات الآخذة في التصاعد بين المليشيات الحوثية والإخوانية، يأتي في إطار تحرُّكاتهما التي تستهدف محاولة ضمان نفوذ لهما في المستقبل القريب، لا سيّما في أعقاب اتفاق الرياض.
ويهدف اتفاق الرياض في المقام الأول إلى ضبط بوصلة الحرب على الحوثيين، بعدما شوَّه حزب الإصلاح مسار هذه الحرب خلال السنوات الماضية، بل وارتمى في أحضان المليشيات، وسلَّمها مواقع استراتيجية وعمل على تجميد جبهات أخرى.
في الوقت نفسه، فإنّ الاتفاق يهدف إلى ضبط معسكر "الشرعية"، بعدما نخر السرطان الإخواني الحبيث في هذا المسعكر، وتسبَّب في تشوييه بشكل كبير.
ولأنّ بقاء ونهاية الحوثي والإصلاح مرتبط ببعضهما البعض، فلم يكن غريبًا أن تقدم المليشيات الحوثية والإخوانية على تكثيف التقارب بينهما، وحتى وإن تحوَّل ذلك إلى العلن، من أجل يحفظ كلٌ منهما على مصالحه ونفوذه التي تتحقق فقط بإطالة أمد الحرب واستمرارها بوضعها الراهن.
وعلى الرغم من الدعم اللامحدود الذي قدَّمه التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لحكومة الشرعية خلال السنوات الماضية، إلا أنّ الحكومة "المخترقة إخوانيًّا" قابلت هذا الدعم بخيانة التحالف عبر التقارب مع الحوثيين والعمل على إطالة أمد الحرب لأكبر فترة ممكنة.
إزاء ذلك، أصبح من التحالف العربي لا سيّما المملكة العربية السعودية أن يُعيد ضبط كثيرٍ من الأمور في المرحلة المقبلة، سواء فيما يتعلق بطبيعة المواجهة العسكرية على الحوثيين من جانب، أو هيكل "الشرعية" والدعم الذي يقدمه لهذا المعسكر.