الخديعة الحوثية.. هل تمتص الغضب من حملة البالطوهات؟
أدرجت المليشيات الحوثية أنَّ الحملة التي شنَّتها لمصادرة أحزمة خصر العبائات النسائية "البالطوهات" لن تمر مرور الكرام، فحاولت تضليل الرأي العام مستغلة صناعة الوهم التي تُجيدها.
ففي الساعات الماضية، زعمت وسائل إعلام تابعة لمليشيا الحوثي، القبض على عناصر شاركت في حملة مصادرة أحزمة خصر العبائات النسائية (البالطوهات).
إلا أنّ مصدرًا مطلعًا أبلغ "المشهد العربي"، عدم صدور أي إجراء من مليشيا الحوثي، وقال إنَّ الهدف هو امتصاص حالة الغضب الشعبي والاستهجان الواسع من تصرفات المليشيات المشابهة لممارسات تنظيم "داعش".
وأضاف أنَّ العناصر التي نفَّذت الحملات على محال العبائات في شارعي هائل وجمال لمصادرة أحزمة خصر البالطوهات، يمثلون الشرطة الدينية الخفية التابعة للمليشيات الموالية لإيران.
يأتي هذا فيما بررت وسائل إعلام تابعة لمليشا الحوثي، الحملة بأنه من أجل الحفاظ على أخلاق, بما فيها قناة الهوية التي يديرها القيادي الحوثي محمد العماد، وفق تعبيرها.
وأشار المصدر إلى أنَّ العناصر المتطرفة طمست صور النساء من على واجهات محال بيع فساتين الأعراس والكوافير والملصقات الدعائية التي تحتوي على صور نساء.
الترويج الحوثي "الكاذب" يندرج ضمن محاولات التضليل التي تُجيدها المليشيات جيدًا، مُستخدمةً في ذلك آلة إعلامية تتقن الكذب، بالإضافة إلى كتائب إلكترونية تروِّج هذه الأكاذيب ليل نهار.
ولا يمكن لأي فصيل أن يُحقِّق أهدافه ومخططاته من دون أن يملك كتائب إلكترونية تُسوِّق أفكاره المضللة، وتخدم أجندته المتطرفة على مدار الوقت.
الجانب الآخر من الأزمة يتعلق بتعامل المليشيات مع النساء، اللاتي دفعن ثمنًا باهظًا جرّاء الانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون على مدار الوقت، دون أن يتخذ المجتمع الدولي إجراءات رادعة ضد هذا الفصيل الإرهابي.
الحرب الحوثية التي أكملت عامها الخامس، ضاعفت من مستويات العنف والقيود على المرأة، بحسب منظمة العفو الدولية التي قالت إنّه على الرغم من أنَّ النزاع في اليمن كان له تأثير رهيب على كل المدنيين بصفة عامة، فإنَّ النساء والفتيات تأثرن بهذا الوضع بشكل غير متناسب.
وأضافت أنَّ المرأة التي لا يرافقها أحد اقاربها تواجه مخاطر متزايدة من العنف عند نقاط التفتيش، ويشمل أحد التكتيكات الفعلية التي تستخدمها مليشيا الحوثي حلق شعر الرأس، ولا سيما رؤوس العرائس الجدد اللاتي يسافرن بين المحافظات بمفردهن عند نقاط التفتيش بهدف الاجتماع مع أزواجهن.
وأضافت: "في هذا المجتمع، يُتوقع من المرأة جذب زوجها جسديا، فضلا عن الاعتناء به وعادة ما ينتهي الأمر بهؤلاء النساء إلى الطلاق، والعار والحزن".
وأوضحت المنظمة أنَّه في الغالب تتردد ضحايا العنف اللاتي يتعرضن لحلق الرأس مثلاً في الإبلاغ عن الانتهاك الذي تعرضن له، إذ يخشين من ردة فعل مجتمعهن المحلي ومسؤولي الأمن.
ولفتت إلى أن واحدة من القضايا التي جعلت النساء يرفضن التزام الصمت هو اعتقالهن أو الاختفاء القسري الذي يتعرض له أحد أعضاء أسرهن، وأكدن أن أمهات وزوجات وأخوات المحتجزين الذكور هن ضحايا الاحتجاز المباشر وغير المباشر والاختفاء القسري الذي يتعرض له أعضاء أسرهن.
وتابعت: "بالإضافة إلى حرمانهن من أزواجهن، وآبائهن، وإخوانهن، يعانين من الناحية النفسية، إذ يزداد الوضع سوءًا بسبب عدم معرفة متى سيعود أحباؤهن أو إن كانوا سيعودون".
وذكرت المنظمة في تقريرها: "النساء يجدن أنفسهن مضطرات إلى أن يصبحن، بشكل رئيسي، مُعيلات وربات لأسرهن، وناشطات يتجندن من أجل حقوق أقربائهن الذكور المحتجزين".
وبحسب التقرير، فإنَّ كل دور تضطلع به المرأة يضاعف احتمالات تعرضها للعنف الجنسي والجسدي في منزلها وخارجه سواء من طرف جيرانها الذين يستغلون ضعف المرأة أو من طرف قوات الأمن التي تَحُدُّ من نشاطها وترفض التقارير التي تتناول العنف الذي تتعرض له.