عدوانٌ من نوع آخر.. خنازير الإخوان التي تلتهم مواطني شبوة
يومًا بعد يوم، تدفع محافظة شبوة ثمن الفوضى والإهمال الناجمة عن الاحتلال الإخواني للمحافظة، وهي آثار استعرت أكثر خلال الأسابيع الماضية، لا سيّما بعد التوقيع على اتفاق الرياض في نوفمبر الماضي.
وفيما تُكرِّس السلطة الإخوانية جهودها من أجل تعميق نفوذها العسكري في شبوة، يعاني مواطنو المحافظة من الانتشار الكبير للأمراض والأوبئة الخطيرة والتي يتصدرها مرض إنفلونزا الخنازير وحمى الضنك.
وسقط العديد من المرضى ضحايا لانتشار الأوبئة في مقدمتهم الأطفال في ظل إمكانيات صحية محدودة في مستشفيات شبوة وإهمال متعمد من قبل السلطة الإخوانية.
ومؤخرًا، انتشر مرض إنفلونزا الخنازير، في مديرية بيحان الذي أدى إلى وفاة ثلاث حالات في ظل تزايد مستمر للحالات المصابة.
ويزداد عدد الضحايا بحمى الضنك في شبوة والتي كان آخرها الطفل جونة أحمد عبد الله الضريبي (3 أعوام)، والطفلة نوف صالح أحمد سالم الجيش (تسعة أعوام).
إهمال القطاع الصحي والتسبُّب في تفشي الكثير من الأمراض يعتبر آحدى وسائل العدوان الإخواني على شبوة، حيث تتعمَّد السلطة الإخوانية تكبيد المواطنين أعباءً ثقيلة سواء من خلال نقص الخدمات أو إهمال القطاع الصحي، عقابًا لهم على هويتهم الجنوبية.
تجلّت هذه السياسة الإخوانية أكثر في مرحلة ما بعد اتفاق الرياض الموقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي وحكومة الشرعية، فإذا كانت هذه الخطوة تضبط مسار الحرب وتعيد هيكلة القوات الأمنية والعسكرية، وهو ما يُمثّل ضربة قاسمة لـ"الإصلاح" ومؤامراته، فقد لجأ الحزب الإخواني لما تعرف بـ"حرب الخدمات".
الحرب الإخوانية كان لها بعض الأثر في معاناة الجنوبيين فيما يتعلق بقطاعات مهمة، تتعلق بحياة المواطنين بشكل مباشر، سواء في الغذاء أو المياه أو الكهرباء، حيث استغل "الإصلاح" سيطرته على هذه القطاعات الحكومية من أجل إثارة الكثير من النعرات في الجنوب، عبر آلة فساد بشعة.
يتفق مع ذلك المحلل العسكري العميد خالد النسي الذي اتهم حكومة الشرعية المخترقة إخوانيًّا بتعمُّد ما أسماه "تجويع الجنوبيين" منذ عودتها إلى العاصمة عدن في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض في العاصمة السعودية.
النسي يقول في تغريدة عبر حسابه على موقع "تويتر": "الحوثي والإخوان أصبحا معسكرًا واحدًا ضد الجنوب، والحكومة تمارس الفساد وتتعمد تجويع الشعب في الجنوب منذ عودتها الى العاصمة عدن بعد اتفاق الرياض".
ويضيف المحلل العسكري: "الضالع تقدم الشهداء كل يوم في مواجهات مع الحوثي، والإخوان يحشدون نحو الجنوب.. أصبح الإخوان والحوثي معسكرا واحدا ضد الجنوب والحكومة تمارس الفساد على أبشع صورة وتتعمد تجويع الشعب ومنذ عودتها إلى عدن والمشاكل الخدماتية والأمنية تزداد.. يجب وضع الحلول قبل فوات الأوان".