القصف الحوثي غير المعتاد.. هل مات الحل السياسي؟
انضمت صواريخ الكاتيوشا إلى قائمة الأسلحة الحوثية الفتاكة التي تستهدف إفشال أي توجُّه نحو الحل السياسي، مُبعدةً الطريق أكثر عن إنجاح اتفاق السويد.
ففي سابقة خطيرة، شنَّت مليشيا الحوثي قصفًا صاروخيًّا عنيفًا، على مناطق متفرقة من مديرية الدريهمي جنوب محافظة الحديدة.
وقالت مصادر عسكرية ميدانية إنّ المليشيات أطلقت صواريخ الكاتيوشا على عدة مناطق في شرق مديرية الدريهمي.
وعاودت المليشيا قصف المناطق ذاتها بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 82.
وفي هجوم متزامن، ضربت المليشيات الأطراف الجنوبية من مديرية الدريهمي بقذائف مدفعية الهاوزر.
وفي هجوم ثالث، باغتت عناصر المليشيات مواقع القوات المشتركة عبر هجوم استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة المتوسطة، من عياري 14.5 و 12.7 مم.
هذا التصعيد الحوثي يحمل رسائل قديمة متجددة، مفادها أنَّ المليشيات أبعد ما تكون عن مسار السلام، وأنّها ستواصل حربها العبثية حتى آخر نفس، ما يعني أنّه لا سبيل لوقف ذلك إلا عبر القضاء على هذا الفصيل الإرهابي عسكريًّا.
وتأكيدًا لذلك، فقد كثّفت المليشيات الحوثية من هجماتها الإرهابية التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، وذلك بالتزامن مع مرور عام على توقيع اتفاق السويد في ديسمبر الماضي، والذي نُظر إليه بأنّه خطوة أولى على طريق الحل السياسي إلا أنّ الخروقات والجرائم الحوثية أفشلت هذا المسار.
واستمرارًا لجرائمها في هذا الصدد، قصفت مليشيا الحوثي، أمس الجمعة، الأحياء السكنية ومزارع السكان غرب التحيتا جنوب محافظة الحديدة.
وأفادت مصادر محلية بأنَّ المليشيات الحوثية استهدفت المزارع وهناجر تربية الدواجن المملوكة للسكان في المنطقة ودمرتها بالكامل.
وأوضحت أنَّ القصف الحوثي والاستهداف الممنهج الذي تشنه المليشيات الحوثية تسبب بتدمير مزارع ومنازل السكان والممتلكات الخاصة بهم ، وألحقت بها خسائر فادحة.
وعلى الرغم من عديد البيانات والتقارير الدولية التي كشفت الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها الحوثيون، إلا أنّ المجتمع الدولي لا يزال يقف عاجزًا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة التي توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.
وفيما تضعف الآمال بإنجاح اتفاق السويد، وإمكانية أن يُسهم في تحقيق حلحلة سياسية، إلا أنّ المبعوث الأممي مارتن جريفيث لا يزال ينظر إلى الاتفاق بمزيدٍ من الثقة والتفاؤل من أجل أن يُسهم في إحداث حلحلة سياسية مأمولة.
سياسيًّا أيضًا، انتهت الجولة السابعة من اجتماعات لجنة تنسيق إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، إلى عددٍ من الاتفاقات، تفرض كثيرًا من التساؤلات حول إمكانية التزام المليشيات الحوثية بها.
اللجنة ناقشت خروج القوات من مدينة الحديدة وإعادة تمركزها في ضواحي مدينة الحديدة وعلى بعد 20 كيلومتراً بالنسبة للأفراد والأسلحة الخفيفة، و50 كيلومتراً للأسلحة الثقيلة التابعة للطرفين.
وتطرق الاجتماع أيضًا إلى مناقشة استكمال ما تبقى من خطة تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق والخاص بالتحقق من هوية عناصر قوات خفر السواحل التي تسلمت الموانئ الثلاثة "الحديدة والصليف ورأس عيسى".
وجرى الاتفاق مبدئيًّا على ثلاث نقاط اقترحها رئيس اللجنة الجنرال أبهيجيت جوها، أبرزها إنشاء مركز قيادة متقدم للجنة تنسيق إعادة الانتشار للإشراف المباشر على العملية.
كما تمّ الاتفاق أيضًا، على تشكيل فرق التنسيق والارتباط لعملية إعادة الانتشار، ووضع خارطة طريق لفتح الممرات الإنسانية للوكالات الإنسانية وتمكين عبور السكان.