الجنوب واتفاق الرياض.. التزام راسخ يحقِّق كثيرًا من المكاسب
"لا بديل عن إنجاح اتفاق الرياض".. سياسية جنوبية راسخة يسير على دربها المجلس الانتقالي في تعامله مع الاتفاق، الموقع مع حكومة الشرعية في الخامس من نوفمبر الماضي.
الاتفاق الذي تمَّ التوصّل إليه برعاية سعودية كاملة، هدف في المقام الأول إلى ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما تعمَّد حزب الإصلاح الإخواني، بعد اختراقه للحكومة، العمل على تشويه بوصلة الحرب، وهو ما كبَّد التحالف العربي تأخُّر حسم الحرب.
وإلى جانب هذا الأمر شديد الأهمية، فقد حقَّق الاتفاق عددًا من المكاسب السياسية للجنوب، أهمها نقل الاهتمام بالقضية الجنوبية إلى المحافل الإقليمية والدولية، ووضع الجنوب رقمًا أساسيًّا على طاولة الحل السياسي والمصيري في المرحلة المقبلة.
إزاء ذلك، فإنّ الجنوب يبدي التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق، وذلك على الرغم من الخروقات العديدة التي ارتكبتها المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية على مدار الأسابيع الماضية، من أجل إفشال الاتفاق، وذلك عبر تصعيد عسكري مسلح، وتصعيد سياسي بالإضافة إلى حملات تشويه إعلامية ممنهجة.
الرئيس القائد عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أكَّد التزام الجنوب باتفاق الرياض، قائلًا أنّ الاتفاق محطة تاريخية توجت بتحقيق الاعتراف بالمجلس والجنوب وقضيته.
جاء ذلك خلال ترؤس الزُبيدي الاجتماع الفصلي للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي في العاصمة عدن، والذي عُقد تحت شعار "نحو تنفيذ خلاق لاتفاق الرياض".
وحضر الاجتماع قيادات وأعضاء القيادة المحلية للمجلس في العاصمة عدن ومديرياتها، وأعضاء الجمعية الوطنية والقيادات المحلية للمجلس في المحافظات.
وقال الزبيدي إنَّ اتفاق الرياض هو تأكيد على دخول شعب الجنوب في مرحلة جديدة من النضال من خلال المشاركة في المحافل الدولية حتى يتجاوز مرحلة الإقصاء التي عانى منها خلال الفترة الماضية.
وأضاف: "ما حدث في محافظة شبوة كان مخطط له، لكن النخبة الشبوانية ستعود وتُعيد لأبناء شبوة حقهم وستقوم بدورها المناط بها في مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن".
وشدد الرئيس الزُبيدي علي أنَّ اتفاق الرياض جاء بعد سنوات من النضال منذ 1994 وحتى 2015، موضحًا أنّ الاتفاق يتيح أن يكون المجلس الانتقالي ممثلاً للجنوب في المفاوضات الأممية والقرارات المصيرية.
ولفت إلى أن الاتفاق بملفات سياسية وعسكرية على خطى استعادة الدولة، خاصةً وأن أبناء الجنوب هم أصحاب الأرض وسيشاركون في كل المواقع والمواقف، كما أنهم لن يكونوا طرفاً لتجار يعملون باسم الجنوب وهم بعيدون عنه.
ونوه إلى أن الحالة الأمنية تعتبر هي التحدي الكبير الذي يواجهه الجميع، وقد تعهد المجلس أن يكون شريكا فعالاً مع التحالف العربي والقوى الدولية في مكافحة الإرهاب ومواجهة أفراده.
وتابع: "اتفاق الرياض هو مكسب سياسي ونحن متماسكون على الأرض وفي جبهات القتال والعمل لتحقيق الهدف المنشود، الذي يتطلب في المقابل وعياً قانونياً ووطنياً للحفاظ على ما تحقق من مكتسبات وإنجازات".
تصريحات الرئيس الزُبيدي عبَّرت عن كيفية تعامل الجنوب مع اتفاق الرياض، ومدى الالتزام الكامل ببنوده، على الرغم من الخروقات والاعتداءات من قِبل المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية، التي تحاول إفشال الاتفاق واستفزاز الجنوبيين في محاولة لتصعيد الأوضاع عسكريًّا.
الالتزام السياسي بالاتفاق يؤكِّد وقوف الجنوب إلى جانب التحالف العربي في خندق واحد ضد المليشيات الحوثية، خلافًا لحزب الإصلاح المخترِق لحكومة الشرعية، الذي تحالف مع الحوثيين وطعن التحالف من الخلف.