الشرعية تستعين بخطة الحوثي لإفشال اتفاق الرياض
بعد مرور شهر ونصف من توقيع اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية يبدو واضحا أن المليشيات الإخوانية التي تهيمن على الجانب الحكومي تلعب على عامل الوقت لإفشال تنفيذ الاتفاق على الأرض، وأنها تستفيد من التجربة الحوثية التي أفشلت اتفاق ستوكهولم بنفس الطريقة بعد مرور عام كامل من دون تنفيذ أي بند على أرض الواقع.
وفي كلا الحالتين فإن الشرعية والحوثي ذهبا باتجاه التوقيع عل الاتفاقين ولكن المشكلة تكمن في التنفيذ، ففي حالة اتفاق ستوكهولم خالفت المليشيات الحوثية جميع التوقيتات المحددة لتنفيذه على الأرض، وهو أمر يتكرر حالياً بالنسبة لاتفاق الرياض.
وبدا واضحا أن التنسيق بين الجانبين أفضى للخروج بخطة واحدة للتعامل مع الاتفاقين، وهو ما يجعل الأساليب ذاتها التي استخدمتها المليشيات الحوثية تكررها عناصر الإصلاح داخل الشرعية، إذ أن اللجوء إلى خرق الاتفاق وإتباع سياسية تحريضية ضد الطرف الآخر سياسة سائدة في الحالتين.
وتقوم الشرعية بمحاولات عدة لإفشال الاتفاق عبر تجييش عناصرها الإرهابية في مأرب نحو شبوة وأبين، ومحاولة تسلل إلى العاصمة عدن، مع إتباعها سياسية تحريضية ضد أبناء الجنوب، بالتوازي مع ارتكاب عمليات اغتيال عدة طالت قيادات عسكرية وأمنية جنوبية.
واختطفت مليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية، ظهر اليوم الأحد، مواطن يدعى علي محسن الجعب باعوضة، في منطقه جول الريدة، بمديرية ميفعة بشبوة، واقتادت المليشيا المختطف، إلى أحد سجونها السرية، بشكل هجمي، ودون مسوغ قانوني، أو مذكرة قضائية.
وكانت الميليشيا الإخوانية الإرهابية، قد اختطفت مساء أمس السبت، عددا من شباب منطقة الكريبية في مديرية عتق.
وتواصل مليشيا الإخوان الإرهابية، استخدام وسائل الترهيب والعنف لتركيع أبناء شبوة، من خلال تنفيذ عمليات اقتحام ومداهمة للمنازل والمحال التجارية، واختطاف المدنيين وتعذيبهم داخل سجونها السرية.
فيما استعرضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، في اجتماعها الأسبوعي، اليوم الأحد، برئاسة الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس، تقرير لجنة رصد خروقات حكومة الشرعية لاتفاق الرياض.
وناقش الاجتماع ، تقرير اللجنة العسكرية الميدانية وما اتخذته من إجراءات لازمة لتنفيذ الاتفاق، ومحاولات فريق الشرعية الانحراف بعمل اللجنة بما يخدم مصالحها خلافاً للاتفاق.
واعتبر الحاضرون عمليات التصعيد المشتركة لكل من مليشيات الحوثي والإخوان في اتجاه محافظات الجنوب، يؤكد وحدة الهدف لهاتين الجماعتين، ورفضت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، كل المساعي الإخوانية لعرقلة اتفاق الرياض.
كما أكدت جاهزية القوات المسلحة الجنوبية، وبالتنسيق مع التحالف العربي لإفشال مخططات المليشيات الحوثية في جبهات شمال الضالع وكسر حشودها.
وطالبت هيئة رئاسة الانتقالي، رجال الأمن في العاصمة عدن وباقي المحافظات، بضرورة رفع الجاهزية الأمنية لمواجهة مخططات القوى الإرهابية.
ومن جانبه حمًل الخبير العسكري الإماراتي خلفان الكعبي، حكومة الشرعية مسؤولية إخفاقات تنفيذ اتفاق الرياض.
وكتب الكعبي، في تغريدة له عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "أكثر من شهر ونصف على توقيع اتفاق الرياض بين الانتقالي والشرعية والمشهد ضبابي".
وتابع: "لم نلحظ تغيرا بل إن مليشيات الإصلاح تبدو خارج السيطرة وإفشالها للاتفاق حتى الساعة واضحا"، وأضاف: "الشرعية تتحمل المسؤولية إما أن تنفذ الاتفاق أو تعلن عجزها عن السيطرة على ميليشيات الإصلاح ليصبح المشهد أكثر وضوحا".