جرائم الحوثي تُمكن إنفلونزا الخنازير من مواطني صنعاء
تسببت الجرائم الحوثية بحق المواطنين في صنعاء في توطين الأمراض والأوبئة بالمحافظة، وهو ما انعكس على تفشي وباء إنفلونزا الخنازير بالرغم من أن الفيروس يسهل مواجهته في أي بلد من دون أن يتم السماح له بالتمدد كما الحال بالنسبة صنعاء والتي شهدت وفاة 346 شخص منذ بداية العام الجاري.
ويبدو من الواضح أن الإهمال الحوثي المتعمد للمنشآت الصحية وتحويله المستشفيات إلى معسكرات أمنية يعد مقصوداً بما يمكًن الأمراض من المواطنين الذين ينشغلون بالبحث عن مأوى صحي لهم من دون أن ينصب تركيزهم على مجابهة الانقلاب بعد مرور خمسة أعوام من سيطرة المليشيات.
وارتفعت عدد حالات الوفاة بوباء إنفلونزا الخنازير "H1N1" في صنعاء والمناطق المحيطة لها إلى 43 حالة وفاة خلال شهري نوفمبر وديسمبر، وبحسب مصادر طبية في صنعاء فإن الوباء يتفشي بشكل كبير، بعدما جرى تسجيل 1611 حالة اشتباه بالإصابة خلال نوفمبر وديسمبر.
وأضافت المصادر أن البرد الشديد هذه الأيام ساهم في تفشي الفيروس الخطير، لافتة إلى أن معظم المستشفيات الحكومية ترفض استقبال هذه الحالات، كما تقوم بعض المستشفيات الخاصة باستقبالها مقابل مبالغ مالية باهظة، الأمر الذي يعرض المصابين للوفاة.
وأكدت تقارير طبية محلية بأن وباء إنفلونزا الخنازير، عاد في الأسبوعين الأخيرين للتفشي بصورة متسارعة في صنعاء ومناطق أخرى، ليفتك من جديد بالمئات من المواطنين في ظل استمرار تجاهل وتخبط القيادات الحوثية القائمة على القطاع الصحي في مناطق سيطرتها.
وكشفت مصادر طبية في صنعاء عن وفاة 346 شخصاً نتيجة الإصابة بإنفلونزا الخنازير في صنعاء حتى الخامس عشر من ديسمبر الجاري، مؤكدة أن 198 حالة من الوفيات هم من سكان أمانة صنعاء، فيما بقية المصابين قدموا إلى صنعاء لتلقي العلاج وتوفوا في المستشفيات.
ووفقاً لنفس المصادر فقد تم التأكد عبر الفحوصات المخبرية من أن 148 حالة من الوفيات بسبب الإصابة بفيروس (H1N1) والتهابات الرئة الوخيمة.
وتسبب الانقلاب الحوثي على الشرعية في انهيار كامل للقطاع الصحي في اليمن بتدهور كبير في الخدمات الصحية بالمستشفيات الحكومية، مما تسبب في انتشار الأوبئة، على رأسها الكوليرا والدفتيريا وحمى الضنك وإنفلونزا الخنازير، وغيرها من الأوبئة والأمراض الفتاكة الأخرى.
وانتهجت المليشيات الحوثية سياسة تدميرية شاملة تجاه القطاع الصحي بمناطق سيطرتها، وعملت على إيقاف رواتب ونفقات تشغيل القطاع الصحي، وحرمت المواطنين من تلقي الخدمات الطبية، للحماية من الأمراض والأوبئة، التي تفتك بهم، الأمر الذي تسبب بوفاة الآلاف منهم.
وكشفت تقارير صحية في محافظة المحويت الخاضعة لسيطرة الانقلابيين عن وفاة 27 حالة جراء إصابتها بوباء الكوليرا، في حين بلغ عدد المصابين أكثر من 21 ألف حالة منذ أبريل 2018.
ولفتت المصادر الصحية في المحافظة إلى تزايد مؤشرات الإصابة بالمرض في عموم مديريات المحافظة في ظل تعنت وعرقلة ميليشيات الحوثي الانقلابية المسيطرة على مكتب الصحة لأية جهود مبذولة من أجل مكافحة الوباء.
وأشارت المصادر إلى أن الأوضاع الصحية في تدهور مستمر وسط نهب وتلاعب الميليشيات بالمساعدات الدوائية والطبية المقدمة من منظمتي الصحة العالمية و«اليونيسيف» للحد من انتشار المرض.