هل يكفي التأييد الدولي لإرغام الشرعية على تنفيذ اتفاق الرياض؟
خلال اللقاءات العديدة التي عقدها المجلس الانتقالي الجنوبي مع سفراء الدول الغربية كان هناك تأييداً واهتماماً بتنفيذ بنود اتفاق الرياض على أرض الواقع، غير أن الصورة تبدو غير واضحة بشأن إمكانية الضغط على الشرعية لإرغامها على احترام الاتفاق وتطبيقه.
وتخشى دوائر جنوبية أن يمر اتفاق الرياض بنفس مراحل اتفاق ستوكهولم وأن تكون التصريحات الدولية التي تحمل عوامل إيجابية عدة تقف عن هذا الحد من دون أن يكون هناك تدخل من المجتمع الدولي، والذي لم يحرك ساكناً حتى الآن بالرغم من مرور عام مراوغات المليشيات الحوثية بشأن اتفاق السويد.
ويذهب البعض من المراقبين للتأكيد على أن التحالف العربي عليه أن يقود جهود دبلوماسية تسير في إطار الضغط على مكونات الشرعية، باعتبار أن الاتفاق لا يرتبط فقط بالمجلس الانتقالي وحكومة الشرعية وإنما تصل أهدافه لإنهاء الأزمة اليمنية من جذورها، وإنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية.
ويرى سياسيون أن الدول العظمى التي تحاول أن تحجم الخطر الإيراني في المنطقة وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية عليها القيام بدور ضاغط على أطراف الشرعية لتحرك مواجهة المليشيات الحوثية، وأن الصمت الحالي قد يكون من نتائجه تأزم الأوضاع بشكل أكبر ليس في اليمن فحسب ولكن بالمنطقة العربية برمتها.
واعتبر الدبلوماسيون الأمريكيون اتفاق الرياض نواة أولى لإحلال السلام وإنهاء الأزمة الراهنة المستفحلة منذ نحو خمس سنوات، وهو ما يبرهن على إدراك الولايات المتحدة لأهمية الاتفاق الذي جرى التوقيع عليه في العاصمة السعودية الرياض قبل شهر ونصف تقريبا.
وشدد الدكتور ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، رئيس فريق الانتقالي في لجنة المتابعة والتنسيق المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض، على أهمية وفاعلية الدور السعودي في رعاية وتنفيذ اتفاق الرياض، وفي كافة الملفات الفاعلة في المنطقة، باعتبارها مركزاً رئيسياً لصناعة السياسات الإقليمية في الشرق الأوسط.
وأكد، خلال استقباله رئيسة القسم السياسي والاقتصادي، لوحدة الشؤون اليمنية والسعودية بالخارجية الأمريكية، نيكول مانز، ومسؤولة الشؤون السياسية العسكرية بالسفارة الأمريكية لدى اليمن، إليزابيث الخضري، في مقر إقامته بالرياض، أهمية التنفيذ الكامل لبنود اتفاق الرياض بملحقاته الثلاثة.
وتبادل الطرفان، خلال اللقاء، الحديث حول مباحثات المجلس الانتقالي الجنوبي مع حكومة الشرعية برعاية المملكة العربية السعودية لتنفيذ اتفاق الرياض.
وكان موقف الانتقالي الجنوبي من التزامه ببنود اتفاق الرياض محل ترحيب من قوى دولية عدة على رأسها الصين وروسيا واللذان عبرا عن ترحيبهما في مناسبات مختلفة بموقف المجلس الذي يقوض أي محاولة من جانب مليشيات الإخوان التابعة للشرعية لجره إلى معركة، وهو يعلم تماما أنها تخدم أجندة قطرية تركية إيرانية في اليمن.
وقدم رئيس لجنة المتابعة لتنفيذ اتفاق الرياض الدكتور ناصر الخبجي أمس الأحد، لسفير جمهورية روسيا الاتحادية لدى اليمن فلاديمير ديدوشكين، شرحاً وافياً حول تعاون المجلس الانتقالي الجنوبي لتنفيذ اتفاق الرياض.
وأشاد الخبجي خلال اللقاء بدور المملكة العربية السعودية وجهودها في متابعة ورعاية إجراءات تنفيذ اتفاق الرياض.
بدوره أشاد السفير الروسي بموقف المجلس الانتقالي وتعاونه لتنفيذ الاتفاق، مشدداً على دعمه تنفيذ الاتفاق كخطوة أولى للوصول إلى مشاورات العملية السياسية الشاملة.